النداء الأخير
إلى قارئ / قارئة
طيلة مكوثي هنا كنت طيفاً ، بلا أثرٍ وبلا صوت .. تابعتُ المسير ، كنتُ أتغذى على الأمل أنجزت الكثيير و جميع مافعلته كان وهماً لأنني .. ظِل .. وببساطة ..
رغم علمي بأن جهدي لن يجدي نفعاً إلا أنني أكملت ، كنت أؤمن بقدرتي على النجاح والتغيير .. فعلتها ونجحت .. أصبح لي أعداء كُثر ، تعاقد أعدائي مع السحرة لهزمي وحين شارفوا على ذلك نهضت بقوة من جديد.. أصدرت كتاباً وحققت أحلامي .. بصراحة أنا روح وفيرة الحظ يحدث دائماً كل ما أتمناه .. أتسمعون بقانون الجذب ؟ إنه شيء كهذا تماماً ما أن أفكر في شيء إلا ويحدث بعد فترة قصيرة جداً .. في الخير وفي الشر أيضاً
حدث ذات مرة أن أزعجتني إحداهن فدعوت عليها فأصيبت بوباء لم تشف منه إلّا حين دعوت لها بالشفاء مرة أخرى .. :3
لذا عليكم أن تأخذوا حذركم .. أنا مخيفة ..
هل كان ذلك مقنعاً ؟ يؤسفني أن أخبركم أنني كاذبة ..
جميع ما كتبته كان كذباً أردت أن أجرب متعة الناجحين وهم يتحدثون عن انجازاتهم و أعدائهم .. :D
أما عني فأنني شخص فاشل بامتياز أقطن في بلد أجنبي لقد حاربت حتى اخر رمق ، حاربت نفسي و العائلة والمجتمع .. وعاداني المكان ، لم أكن لاؤمن أن المكان يهزم لكنني جربت وانهزمت بالفعل .. التعامل معي صعب جداً كما قيل لي مرات كثيرة .. أنني أُصرّ على شيء ومن ثم اتخلى عنه عند أول فرصة ، أنا مخلوقة لا تُعلّمني التجارب ، انني أتعلم منها بطريقة مختلفة جداً ، انني حين افشل ابتعد وأتنحى جانباً لافسح الطريق لمن هم أقوى مني ، أصدرت كتاباً وفشلت وتعلمت .. لهذا السبب يرقد في حاسبي ثلاثة كتب أقسمت أن لا أنشرها بعد الآن .. علي أيضاً اخباركم بأن جميع من حولي يُظهرون لي الحب ، أصدقاءي بجانبي دوماً أقصد صديقتاي في الحقيقة نتحدث كل شهر مرة يشحذا همتي ويقويانني .. أي أنه ليس هناك من يكرهني كباقي الكُتّاب ، بناءً على هذا ولربما ستندهشون إن أخبرتكم بأن هذا كان آخر نص وانني اكتب الآن آخر سطر وسأرحل بعيداً .. بعيداً جداً.. سأغلق هاتفي وسأعود إلى طيبتي وجهلي حيث كنت سعيدة قبل أن أُصاب بداء الحلم والكتابة .. سأحذف الكتب التي كتبتها وأحرق النسخ المتبقية من عنوان فشلي الأول .. سأحرق جميع ماتبقى من الكتب والورق سأحطم الأقلام وسأعود إلي الى عالمي ، سأعود لاضحك من جديد ويسعدني أن اعود لاجد فنجان قهوتي ساخناً لم يبرد اثر التفكير في شيء ما .. سأكون ممتنة جداً .. قريباً جداً والقليل من الوقت فقط ..
الوداع
ملاحظة أخيرة : شيء ما حقيقي في النص ابحثوا عن شيء يستحق التصديق..
ملاحظة ما بعد الأخيرة : النص مليء بالأكاذيب وقد سبق وأخبرتكم بذلك .. عليكم أن تعلموا أن للكاتب قدرة مختلفة على الاقناع ، إنه كاذب ماهر .. بلا استئناء ..
ياسمين بني مرجة