جدتي


جدتيجدران بيوت "بلادنا" هُدّمتأصبحت مقابر جماعيةلو كانوا يعرفون يا ستي بأنهم يبنون مقابرهملزرعوا في البيت أشجار اللوز والليمونعلّها تُزّهر بالأخضر فيفيح العطر باحتراق عودِهمأو لربّما بنوا بيوتهم من خيامعلّها تكون أرحم على عظامهمعندما تفاجئهم شظايا الحرب وسط مائدة العشاء الأخيرقبل النوم
دعيني أمسح دموعكِ يا جدتيعلى ما شهدته عيناكِ في هذا الزمانوإني أنحني لكِ بخجلوأقدّم اعتذاراتي لعمركعن هذا الشريط الأسود الذي بات يلف إنسانيتناكأفعى لا يوجد للدغتها ترياقشريط أسود يشنق أحلام البقاءلنعلّقه بعدها على الصور المنتظرة دورهافنكمل حياتناونحن نحاولعبثاًتلوينه بألوان قوس قزحلنفشل...كل مرة...
يا جدتيأعترف أمامكبأن الشريط الأسود الذي يعانق صورهمهو لنا وصمة العارالتي تذكّرنا بالبحر الذي تشبّع بأطفالناوبالسماء التي اختلطت زرقتها بألعاب العيد المنسيّةبخيباتناوباغتيلاتنا المتواصلة للإنسانيةوبضعفناوباستسلامناللقدر السياسي الذي يلعب فينا




 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 05, 2016 03:16
No comments have been added yet.