
قالوا لي أن مسلسل وأد الإناث مستمرٌ في قبائلنا..و قلتُ: هل تظنون أن الوأد في القديم كان دفناً في التراب؟ الوأد كان سلب :كرامة، اختيارات و إرادة.. ختانٌ، نقابٌ، جواري و زواج طفلات…الكنايات أشهر ما ميّز القرآن الكريم… لا يدخلُ العقل أن الأعراب دفنوا البنات حرفياً.. لأنهم أرادوهم لأغراض كثيرة.. أبسطها الولادة، الخدمة و الجنس… هم دفنوهنّ معنوياً.. قتلوا خياراتهنّ، و كبتوا حرياتهنّ و إراداتهنّ…جاء النبيّ و حرّم سلب الخَيار و القرار..منح النساء إرادةً.. هكذا منع وأد البنات في بلاد المسلمين، لكن ليس لفترة طويلة. أتيتم أنتم.. و حرمتم التفكير.. قمعتم حريّة التعبير.. حولتم المرأة إلى جسد يحمل خيالاتكم المريضة، و عورة لا شرف لكم إلا فيها.. هكذا عاد وأد البنات.. و الموضوع ليس جديد.. من قبل إسراء الغريب.. حتى من قبل إسراء الغمغام -تذكرونها؟ إسراء الغمغام التي كشف قتلها غطاء الكعبة.. و هي تصرخ على مسمعكم "أنا ماقتلت"…ثم إسراء الجديدة..و غداً إسراء أخرى، قد تكون حفيدتكِ أو حفيدتكَ.. و أنتم ما زلتم تنادون بوأد البنات.. و مازلتم تتدعوّن الإسلام.. الوأد مازال سلب: كرامة، منع اختيارات و كبت إرادة.. ختانٌ، نقابٌ، جواري و زواج طفلات…إن أردت النطق: اعقلها، و العقل سيخبركم كم منكم قتلة!
Published on August 31, 2019 13:21