قصائد لبابلو نيرودا
[image error]
قدماكِ:
“عندما لا يمكنني النظر إلى وجهكِ
ساعتها أنظر إلى قدميكِ
قدماكِ عظمتان منحوتان
قدماكِ الصغيرتان النحيلتان..
أعلم أنهما يحملان إياكِ
بوزنكِ الخفيف
القائم عليهما..
ويحملان وسطكِ، وصدركِ..
الحمرة الضاربة
لحلمتيكِ
تجويفا عينيكِ
الذين قد فاضا..
فمكِ، الواسع، الشهي..
ضفائركِ الحمراء..
برجي الصغير..
لكني أحب قدميكِ
فقط لأنهما مشيا
عبر الأرض، وعبر الريح
وعبر المياه حتى وجدا إيايَّ
…………………
البقاء صامتا:
الآن سوف نعد إلى إثني عشر
وسنبقى جميعا على استعداد..
لمرة واحدة على وجه الأرض
دعونا لا نتحدث بأية لغة
لنتوقف لثانية
ودعونا لا نؤرجح أذرعنا كثيرا
سوف تكون لحظة غربية
دون اندفاع، دون محركات
جميعنا سنكون بلحظة غرائبية مفاجئة
الصياد بالبحر البارد
لن يؤذِ الحيتان
والرجل الذي يجمع الملح
سينظر ليده المجرّحة
هؤلاء الذين يعدون حروبا خضراء
حروبا من الغاز، حروبا بالنار
انتصاراتِ بدون أي ناجين
سوف يضعون عليهم ملابس نظيفة
ويمشون مع أخوتهم
صوب الظل، ولا يفعلون شيئا..
لا يجب أن أتحير رغم حالة الخمود الكلي
الحياة: ما هي عليه
فأنا لا أريد أي مشاحنة مع الموت..
إذا لم نكن موحدين الذهن
بشأن جعل حيواتنا تتحرك
ولمرة، لم نفعل شيئا..
ربما.. صمت ضخم
قد يقطع حزننا
من عدم الفهم لذواتنا
من خوفنا الدائم
من الموت
لوهلة قد تعلمنا الأرض
عندما يبدو كل شيء ميتا
ونثبت لها لاحقا أننا أحياء
والآن ..سوف أعد إلى إثني عشر
وأنت ستبقى صامتا بينما أمضي
………………..
قصيدة إلى الكتاب:
عندما أغلق كتاباً
أفتح الحياة
أسمع
الصرخات المتعثرة
بين الموانئ
سبائك النحاس
وهي تنزلق بمقالع المعادن
إلى توكوبيلا(*)
بالليل.
عبر الجزر
محيطنا
الخفاق بالسمك
تلمس أٌقدام، وأفخاذ
الأضلع المسطحة
لبلدتي
طيلة الليل،
تتعلق بالشاطئ، بالفجر
تستيقظ مغنية
كما لو أنها حمست بجيتار.
موجة البحر
تنادي الريح
تناديني
ورودريجز
وخوسيه أنطونيو أيضا
بينما قد حصلت على تلجرام
من اتحاد المناجم
وكذلك تلجرام ممن أحبها
(والذي لن أبح باسمها)
يتوقعوني ببوكاليمو.(**)
لا يوجد كتاب قادر
على لفي بورقه
على إشباعي
بطباعته
ببصمته السماوية
أو كونه قادرا
على ربط عيني.
أخرج من الكتاب لبساتين البشر
بصوت عائلي مبحوح لأغنيتي
لأشغل المعادن المحترقة
أو لآكل ساندوتيش لحم مدخن
بين ممرات الجبال الجانبية..
أحب الكتب المُغامِرة
كتب الثلج، أو الغابة
المتعمقة بالأرض، أو بالسماء
وأكره الكتب المعنكبة
والتي أفكارها
بداخلها، تُرقد أحبالا مسممة
لاصطياد الحدث
وكمش الطيران.
كتاب، يدعني أمضي
لا يدعني ألبس
عبر مجلداته
لا أخرج
من أعماله المجموعة.
قصائدي أبدا
لم تبتلع القصائد
قصائدي تلتهم
أحداثاً مثيرة
تتغذى بطقس قاسٍ
وتجد طعامها
خارجاً من الأرض والناس.
أنا بطريقي الآن
مع تراب بحذائي
محرراً من الأساطير
ومرسلا الكتب من جديد لرفوفها
أدهم الشوارع
بعدما تعلمت عن الحياة
من الحياة ذاتها
الحب، الذي كسبته من قبلة واحدة
عدا أني عشت
شيئا مشتركا بين الرجال
باقتتالي معهم
بكل أقوالهم بأغنيتي..
(*) مدينة بتشيلي
(**) أيضاً، بلدة بتشيلي