“… وسوف أظل”

110128232142__president_hosni_mubarak_976x549_reuters_nocredit

كنت في القاهرة يوم جمعة الغضب. شهدت بعض الكر والفر واستنشقت المزيد من الغاز المسيل لدموع الفرح، لكنني تراجعت بعد إعلان الحاكم العسكري لحظر التجول، وجلست إلى مقهى في (الرحاب) أتابع ما يحدث.

كانت القاهرة قد اشتعلت تماما، وبات مشهد النيران التي تأكل عربات الشرطة ثم مشهد استلام الجيش بدباباته زمام الأمور، وكأنه جزء جديد من Resident Evil تجري أحداثه في مصر.

بعد صمت مطبق طويل، خرج (فتحي سرور) يخبرنا أن أمرا مهما سيتم إعلانه بعد قليل، فخرج بوز الإخص بالأعلى ليقول إنه أقال الحكومة وأنه “كان دائما، وسوف يظل…”.

لم أستمع إلى أي كلمة بعدها! لم تلتقط أذناي أي كلمة، لأن لساني كان يعمل بكامل طاقته وقد اختفى أي تأثير لسيطرة قشرة المخ، فراح ينطلق ذاتيا بالسباب.

أهذا هو الإعلان الهام يا (فتحي)؟! أنه “سوف يظل”؟!

منذ هذا اليوم، وأنا أعاني من كابوس يومي يظهر فيه (مبارك)، متجهما متنطعا كعادته وصدى الصوت يردد كلمته القبيحة: “وسوف أظل.. وسوف أظل.. وسوف أظل”.

توقف الكابوس بعد أيام وحل محله فرح غامر بالتنحي، لكنني الآن – وبعد كلام (هيكل) و(بلال فضل) و(حلمي النمنم) -  أرى (مبارك) وأسمع صوته القبيح في حكومته الحالية، وفي رؤساء الجامعات الحاليين وفي شباب الحزب الوطني هنا في سوهاج، وتنامى لدي القلق من أن نكون قضينا على نسخة واحدة فقط لمبارك بينما نسخه الأخرى الكثيرة… “سوف تظل”!

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 21, 2011 13:21
No comments have been added yet.