♦ حنان ناصر مطر *
نبذة عن البحث
يَهدُف هذا البحث إلى التعرُّف على أهم أسباب المخاوف المدرسية الأكثر شيوعًا عند الأطفال والتي تؤدي في حال تفاقُمِها إلى حالة الرُّهاب (الفوبيا) عند الطِّفل، وإلى رفضه التّام للمدرسة. استخدم الباحث المنهج الوصفي في دِراسته، حيث إنَّ هذه المُشكلة هي مُشكلة عالمية، يُعاني منها الأطفال حول العالم، وقد تتجاوز معهم إلى مراحل متقدِّمة من التَّحصيل العِلمِيّ إن لم يتم مُتابعتُها بشكلٍ عِلمِيّ ومُحاولة عِلاجِها.قدم البحث تعريفًا لهذه المُشكلة، وتفصيل أسبابِها العديدة التي تختلف من طِفلٍ إلى آخر بحسب الخلفية العائلية التي ينتمي إليها، وبحسب شِدَّة العلاقة التي تربطه بأفراد عائلتهِ بدايةً وبِوالِدَيهِ على وجه الخصوص.ختم البحث بِتفنيد وسائل مُقترحة لِمحاولة عِلاج هذه المُشكِلة، وتجاوز العقبات التي توجِدُها في طريق التحصيل العِلمِيّ للطفل، وخاصَّةً في بداياته، لأنَّ لها تأثيرًا لا نستطيع التغاضي عنه في مُستقبل الطِّفل. ومن أهم هذه التَّوصيات هي: ضرورة التَّعاون الإيجابي بين المدرسة والأُسرة، والعمل الحثيث على اكتِشاف المخاوف المدرسية لدى الطِّفل باكِرًا، وبشكل عِلمِيّ منهجي، وتدريب الأبَوَين على الأساليب السليمة في التربية الصحيحة للأطفال. وأيضًا الاهتمام بالصِفات الشخصية الأساسية لدى المعلِّم، وقُدرته على تقبُّل الطلّاب ومعاملتهم بالحُسنى، وإيلاء الصحة النفسية للطفل الأهمية الكُبرى، عن طريق المناهج المُبتكرة والمُبسَّطة.- الكلمات المفاتيح: الرهاب (الفوبيا)، الطفل، المدرسة، علم النفس العيادي*** - Abstract: This research aims to identify the most important causes of the most common school fears among children, which, if exacerbated, lead to a state of phobia "phobia" in the child and to his complete rejection of school. The researcher used the descriptive method in his study.School phobia is suffered by children around the world, and it may extend with them to advanced stages of educational attainment if it is not followed up scientifically and treated. The research came to the definition of this problem, and detailed its many causes that differ from one child to another according to the family background to which he belongs, and according to the intensity of the relationship that binds him with his family members, beginning with his parents in particular. In the path of educational attainment of the child, especially in its infancy. This study also recommended a number of recommendations, the most important of which are: the need for positive cooperation between the school and the family, diligent work to discover school fears in the child early, and training parents on sound methods in the correct education of children. Also, paying attention to the basic personal characteristics of the teacher, his ability to respect the individual differences of the students, and giving the psychological health of the child the greatest importance, through innovative and simplified curricula.- Keywords: phobia, child, school, clinical psychology***تُعرَّف "المدرسة" على أنَّها إطار مكانِيُّ يتلقّى فيه الأطفالُ تعليمَهُم، ويُمضون فيه الوقت بِالدِّراسة، وتنفيذ العديد من الأنشطة المُختلفة؛ الصَّفِّيَّة والّلاصفِّيَّة. و"المدرسة" مُصطلَحٌ مُشتَقٌ لُغَةً من الفِعل دَرَسَ، وهي مكان مُخَصَّص لِطلب العِلم والمَعرفة؛ أي إنَّها نِظامٌ اجتماعيٌّ وتعليميٌّ مستقلٌ، يتكوّن من مجموعات معرفية متعددة، والهدف منها هو العمل على تنشئة أجيالٍ مُثَقَّفة، وتقديمِ العلومِ والمعرفة لهم (بودون وبوريكو، 1986). وتنقسم المدارس من حيث التَّنظيم الإداري والقانوني، إلى مدارس حكومية ومدارس خاصة، أمّا داخِلِيًّا فتنقسِمُ المدرسةُ إلى مراحِل، وهي: الإبتدائية، والمتوسطة، والثانوية.تُعدّ المَدرسة أهمَّ مُساعد لِتحقيق أداءٍ ذاتيٍّ وإنتاجيٍّ في حياة الطِّفل؛ فهي مكان مخصص لتنمية إمكاناتِ الطِّفل الفكرية والإبداعية والنفسية والإجتماعية، وبالتالي فإنَّ الطِّفلَ يبدأ بالتَّفاعل مع المتغيرات البشرية والمادية التي تُحيط بِهِ ضمن البيئة المدرسية، وأيُّما خللٍ طارئٍ قد يُسبِّبُ اضطرابات نفسيّة للأطفال، ويؤدي بذلك إلى الخوف المرضي من المدرسة، فيظهر لدى الطفل على شكل أعراض جسدية ونفسية.نستنتجُ إذًا، أنَّ فشل المدرسة بإشباع حاجة الطفل للأمان، وتوفيرها جوًّا آمِنًا ومُلائمًا له، يؤثر سلبًا على تنشئة الطِّفل وتعليمه، وبالتّالي تُسبب له خوفًا من المدرسة، إضافة إلى ذلك، يوجد أسباب أخرى مثل: شخصية الطفل، ونوعية مُحيطِهِ فيتأثر نموُّه بحيث يمرُّ باضطرابات نفسية وسلوكية مِمّا يُصعِّب عليه التَّفاعل والتأقلُم مع محيطه، إضافَةً إلى فقدان الأمان، وكل هذه التَّراكُمات تؤذي الطِّفل، وقد تؤدّي إلى فشلِهِ دِراسِيًّا.
- أهمِّيَّة البحثتكمُن أهميَّة هذا البحث، أوَّلًا: بأنَّه يتعرض لموضوع الرُّهاب المدرسي بِأدَّق تفاصيله، وبِتَفنيد أنواعِهِ وأنماطِهِ بُغية فهم هذه الحالة، والتعمُّق فيها حتّى الوصول إلى أنجع الطرائق لِمُعالَجَتِها. وثانِيًّا: حيثُ إنَّ هذه الحالة لم تَجِد بعدُ الاهتِمام الكافي في بيئتِنا العربية المحلِّيّة، فكان هذا البحث خُطوةً نحو الأمام في سبيل تضييق الفجوة المعرفية حول هذا الموضوع.
- أهداف البحثنسعى من خلال بحثِنا هذا للوصول إلى جملة من الأهداف، منها:· أن نتعرَّف إلى مفهوم الرُّهاب المدرسي (الفوبيا) لدى الطُّلّاب في مراحلهم الدِّراسية الأولى.· أن نتعرَّف إلى الفروق بين أنماط الرُّهاب المدرسي بحسب مُسبِّباتِهِ.· أن نخرُج ببعض النتائج التي تُساعد الأهل والمسؤولين التربويين في المؤسسات التعليمية، لِفَهم هذه الحالة، واقتِراح خُطط وحلول للعناية بالطفل الذي يُعاني من هذه المُشكِلة.
- إشكاليَّة البحثتتعدَّد العوامل التي تؤثِّر على مُختلف جوانب نموّ الطِّفل، فالبيئة العائلية لها دورُها، وأيضًا المُجتمع المُحيط، ثَمَّ في مرحلةٍ لاحقَةٍ تأتي المدرسة التي يُفترض بأنَّها أهم مؤسسة تُعنى ببناء شخصية الطِّفل معرِفِيًّا وثقافيًّا واجتِماعيًّا، إلّا أنَّنا نصطدم بكثير من الأحيان، بأنَّ المدرسة قد تكون سببًا للاضطراب النَّفسي عند الطفل خاصَّةً في مراحل دراسته الأولى.من هُنا أتى هذا البحث كنوع من الإثراء المعرِفي حول هذا الموضوع، وكمُساهمة للإضاءة على هذه الحالة، وبالتالي يطرح البحث الأسئلة الرئيسة الآتية:ما الرُّهاب المدرسي؟ وهل الرُّهاب المدرسي ذو طبيعة واحدة أو منشأ واحد؟ وكيف نستطيع مُعالجة الرُّهاب المدرسي بِالاعتماد على طبيعة أسبابه؟ ما مدى ارتباط الرُّهاب المدرسي بِمستوى التَّحصيل الدِّراسي للطفل؟هذه التساؤلات تتفرَّع عنها أسئلة فرعية منها:· ما هي أبرز تعريفات الرُّهاب المدرسي؟· ما هي أسباب الرُّهاب المدرسي، وأبرز أنماطه؟· كيف نستطيع مُعالجة هذه المُشكِلة من وجهة نظر نفسية وسلوكية، وتجاوزها من أجل تحقيق نجاح التحصيل الدِّراسي لدى الطِّفل؟(...)***
* باحثة لبنانية، حائزة شهادة دكتوراه في علم النفس العيادي - أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية.
المصادر والمَراجع
- العربية:· "أ ب ت ث، المدرسـة أدوار ووظائف"، .thesis.univ-biskra.dz, Retrieved 31-3-2022· إبراهيم، عبد الستار؛ الدخيل، عبد العزيز عبد الله؛ إبراهيم، رضوان (1993). العلاج السلوكي للطفل: أساليبه ونماذج من حالاته. الكويت: سلسلة عالم المعرفة.· أبو زيد، مدحت عبد الحميد (2005). الخوف والرهاب لدى الأطفال. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· أبو عوف، فاروق (1982). رهاب المدرسة العوامل المؤدية للظهور وأساليب علاج للتخلص منه، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.· أغيات، سالمة (2019). المخاوف المدرسية الشائعة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي، دراسة وصفية على تلاميذ المرحلة الابتدائية لولاية أدارر. (أطروحة دكتواره منشورة). جامعة وهران 2، كلية العلوم الاجتماعية، قسم علم النفس التربوي، ولاية أدارر، الجزائر.· بدرة، ميموني معتصم (2003). الاضطرابات النفسية والعقلية عند الطفل والمراهق. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية.· بودون، ريمون؛ بوريكو، فرانسوا (1986). المعجم النقدي لِعِلم الاجتماع. تر. د. سليم حداد. بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنَّشر والتوزيع.· بولبي، جون (1991). سيكولوجية الانفصال. تر. عبد الهادي عبد الرحمن. بيروت: دار الشروق.· حجازي، سلوى السيد سليمان (2005). فعالية التدريب على المهارات الاجتماعية في خفض فوبيا المدرسة. (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الزقازيق، كلية التربية، مصر.· حسين، رشا محمد (2016). فوبيا الحياة المدرسية لدى تلاميذ المدارس. الجزائر: أطفالنا للنشر والتوزيع.· حسين، فالح حسين (2013). علم النفس المرضي والعلاج النفسي، عمان: مركز ديبونو لتعليم التفكير.· حمدي، نزيه؛ وآخرون (2010). مشكلات الأطفال وطُرق علاجها. القاهرة.· خضر، عبد الباسط متولي (2000). تنمية وتعديل سلوك الأطفال والشباب. القاهرة: دار الكتاب الحديث.· زغبي، أحمد محمد (2001). الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال. عمان: دار وهران.· زهران، حامد عبد السلام (1977). التوجيه والإرشاد النفسي (ط 2). القاهرة: عالم الكتب.· العاسمي، رياض نايل (2008). سيكولوجية الطفل الرافض للمدرسة. دمشق: منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب.· العاسمي، رياض نايل (2015). سيكولوجية الطفل الرافض للمدرسة. عمان: دار الإعصار العِلمي للنشر والتوزيع.· عبد الرزاق، عماد (1983). الأعراض والأمراض النَّفسية وعِلاجها. عمان: دار الفكر العربي.· عبد الفتاح، يوسف (1993). مخاوف الأطفال ومفهوم الذات لديهم (دراسة مقارنة). مجلة علم النفس (21)، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.· عبد الله، مجدي أحمد محمد (2004). الاضطرابات النفسية للأطفال، الأعراض، الأسباب، العلاج. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· عبد المُعطي، حسن مصطفى (2003). الاضطرابات النفسية في الطفولة والمراهقة. القاهرة: مكتبة القاهرة للكتاب.· العيسوي، عبد الرحمن (1993). أمراض العصر. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· غزال، عبد الفتاح (2001). المشكلات التعليمية. القاهرة: مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.· فايد، حسين (2001). العدوان والإكتئاب (ط. 2). عمان- الأردن: مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع.· فرج، عبد اللطيف حسن (2008). الأمراض النفسية للأطفال. جامعة أم القرى: دار الحامد للنشر والتوزيع (المملكة العربية السعودية).· فرويد، سيغموند (1989). الكف والعرض والقلق. تر. محمد عثمان نجاتي. القاهرة: دار الشروق.· قاسم، محمد عبد الله (2007). مدخل إلى الصحة النفسية (ط 3). عمان: دار الفكر.· القوصي، عبد العزيز (1998). أُسُس الصحة النفسية. القاهرة: مكتبة النَّهضة المِصرية.· كمال، علي (1994). العِلاج النفسي قديمًا وحديثًا. عمان: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.· محمود، أحلام حسن (2007). الصحة المدرسية والنفسية للطفل. الإسكندرية: مركز الاسكندرية للكتاب.· نجمان وولمان (1985). مخاوف الأطفال. تر. محمد عبد الظاهر الطيب. القاهرة: دار المطبوعات الجديدة.
- المراجع الأجنبية:
· "school", www.collinsdictionary.com, Retrieved 31-3-2022. Edited.· BOWER) 1982.( le développement psychologique de la première enfance, pierre, margad.· Boyce M. W. (1978). School Phobia: A Review of Some Issues. Australian Journal of Teacher Education, posted at Research Online, http://ro.ecu.edu.au/ajte/vol3/iss1/3, 20/10/2016.· Hisa H, 1984, struck @Strategic approach to school phobia refusal, psychology in school, vol: 21.· Kennedy, W. A. 1965. School phobia: Rapid treatment of fifty cases. Washington: Journal of Abnormal Psychology, 70 (4).· Mazet .p. et houzel. d. (1978). Psychiatrie de l’enfant et del adolescent. Volume 2. paris. edition maloine.· Wanda .P, Fremont .M.D. (2003), School Refusal in children and adolescents, Journal of the American of family physicans, Vol: 68.

الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023 ISSN: 2790-1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha