قراءات الشاب فيصل من السعودية

اسم الكتاب: اللآلئ
المؤلف: عبدالله خليفة
الصفحات: 124
سنة الاصدار 1982

[image error]

يكتب عبدالله خليفة الروائي البحريني المعروف، روايته الأولى، مُنكّهةً برائحة البحر، والغوص، وصيد اللؤلؤ، الذين كان تجارة عظيمة في البحرين والكويت وسواحل الخليج العربي عموماً، ما بارت إلا عند ظهور اللؤلؤ الصناعي، يكتب هذه الرواية متلمساً الماء، واللآلئ رزق الجزيرة الصغيرة الوفير، حيث تدور أحداث العمل حول موسم الغوص، حين ندّت عاصفة قوية ضربت البحر، فلم تثبت سفينة إحدى النواخذة ولم تستطع النجاة بسهولة، ضاعت في وسط البحر، وتحطمت، وأخذ البحّارة يتلمسون طريقهم بأي صورة للعودة لأهليهم، حيث وجدوا صحراء قاحلة وحارقة في انتظارهم، غذوا السير إليها، والطمع والجشع، والموت والجوع والعطش يناوشهم بين حين وآخر، وبين فرد وآخر، كان النوخذة نهماً، أراد أن يخبئ اللؤلؤ ويسرقهم، لكن مع الوقت، يكتشف أن الآلئ قد ضاعت مرتين، ولم تعد، وإلخ.. ينزفُ قلبكَ حنيناً ولوعةً، تحلق كطكطكطائرٍاساً، لكن فيه عمق، وغزارة في الأحداث والتوصيفات، بل والتشبيهات.
عبدالله خليفة، روائي من البحرين، والخليج، مبدع، رحم الله هذا الكبير!
قُرئت هذه الرواية من مجلد الأعمال الكاملة طبعة ٢٠٠٤.
اقتباسات:
“بعيدٌ عنكِ أصبح غريباً، متوحشاً، أجري من أجل الأحجار البراقة. وحين آخذكِ بين ذراعي وأطل في عينيك، وأسمع صوتكِ، ونتحدثُ وننسج خيوطاً أخرى، تبدو الحياة جميلةً بلا أنصالٍ أو قتال.”
“أنتَ أيضاً مثلهم. ينزفُ قلبكَ حنيناً ولوعةً، تحلق كطائرٍ أضاع عشه.”

اسم الكتاب: القرصان والمدينة
المؤلف: عبدالله خليفة
الصفحات: 88 (100 طبعة الأعمال الروائية)
سنة الاصدار 1982

[image error]

القرصان والمدينة، ثاني أعمال الروائي البحريني الراحل عبدالله خليفة من بعد الآلئ، وهذه الرواية تختلف اختلافاً كلياً عن الأولى من المبدأ، المضمون، الفكرة، السرد، اللغة، وإلخ.
تدور الرواية حول أشياء عديدة، وتحديداً حول سلمان، وكامل، سلمان المدرس البسيط، الذي يحاول أن يصنع من كلماته وأوراقه قصائد سيّالة بالعذوبة، والدهشة، يريد تفجير الطاقات والمواهب الكامنة فيه، وهو متزوج من عفاف، ولديه ابنة اسمها ندى.
وكمال، كمال الشاعر الشهير نوعاً ما، الذي قبع في السجن لعدد من السنين، والذي أراد أن ينتقم من سلمان لدوافع كثيرة غالبها غير مبرر، فيسرق منه زوجته، ويأخذ ابنته ولا يسمح له برؤيتها، بل ويتجنى عليه ويدخله السجن.
كمال كان يكتب روايةً بعنوان القرصان العجوز، والحقيقة من خلال معطيات الرواية، والفصل المنشور منها، اعتقدت أنه يقصد بالقرصان العجوز، البحّار الكبير جابر بن رحمة الجلاهمة، الذي كان مصدر رعب لدى البريطانيين، وله جولاته المشهورة في شواطئ الخليج.
عموماً، تتوالى الأحداث طبعاً ويتغير حال سلمان، وكذلك كمال وعفاف، ويقبع سلمان في السجن ويتجرع بمرارة من نفس الكأس التي تجرع منها كمال.
شعرت أن الرواية تحوي إسقاطات عديدة وبخاصة إسقاطات سياسية، كانت تتحدث عن أمرٍ غريب كان يلاحظه سلمان في المدرسة، وهو دخول عدد من الطلّاب “الحلوين” في إحدى غرف المدرسة، ويخرجون بتفوق، واتضح فيما بعد أن هؤلاء الأطفال كان يتم اغتصابهم بالفعل.
وشعرت أن الرواية تتحدث عن الوجه الآخر للمدينة، الوجه الفاسد الجشع الطماع، الوقح.
على كل حال هذه رواية جميلة ورائعة.
اقتباسات:
“أحببت أمي وأبي كثيراً، لم أحبهما بشكل أسري، بعلائق الدم الزائلة في التراب والملح وفي الأسعار، أحببتهما كنجمين سطعا في سمائي، أُم كانت تحول البيض إلى كتب والليالي إلى أساطير من حكايات، وأبٌ غرق في دخان المصانع وراح يبصق دمه لي شعراً وفي كل قطرة من دم أرى يداً تُقطع، أو موهبةً تموت.”

الكتاب الثالث ضمن سلسلة مراجعات أفضل ١٠٠ رواية عربية:
اسم الكتاب: رواية أغنية الماء والنار
المؤلف: عبدالله خليفة
الصفحات: 182
سنة الاصدار 1989

يكتب عبدالله خليفة في هذه الرواية عن أشياء كثيرة، يكتب عن الخيانة، والحب، يكتب عن الماء والنار، يكتب عن الجمر، والرماد، يكتب ويكتب.
وكل هذا بلغة سلسة، وجميلة، رقراقة كأنها مغروفة من بحر.
في الرواية أصوات متعددة، ويبقى صوت راشد أهمها كون الرواية تدور معظم أحداثها حوله، راشد سقاء الماء، الذي كان يسقي الحي بالماء، يرقص مع الأطفال، ويقص عليهم القصص، يغازل النساء، يتلقى سيلاً من السخرية من الناس، السقاء الذي سرعان ما تحول إلى سائق سيارة يعمل تحت إمرة سيدة الأرض، السيدة التي اختلس نظرةً إلى جسدها العاري، فرَكَزت من وقتها في ذهنه، وانطبعت في ذاكرته!
المرأة التي رأى البلور مترقرقاً من عينيها، والصفاء يشع من جسدها، أصبح تابعاً مخلصاً لها، بالغ وأسرف في حبه لها، إلى أن آلت الأمور إلى ما آلت إليه في أحداث العمل.
ولا أدري لماذا عمل كهذا لم يُطبع غير مرةٍ وحيدة فقط، -هذا ما عدا طبعة مجلد الأعمال الروائية- خاصة وأنه دخل قائمة أفضل 100 رواية بحرينية، ومن دولةٍ لا يكاد يعرف أحد عن الأدب فيها، وأدبائها وروائييها!
ولا أعلم لماذا كثير من روايات القائمة السالفة لم تطبع إلا مرة واحدة!
عموماً بهذا العمل، تنتهي رحلتي مع مجلد الأعمال الروائية الخاص بعبدالله خليفة والصادر عام ٢٠٠٤، وضم 4 روايات هي الأولى في مسيرة الراحل الروائية، وكلها تدور في فلك الماء والبحر تقريباً.
إن لعبدالله خليفة دهشة متخفية وكامنة بين أسطر رواياته!

اسم الكتاب: رواية اغتصاب كوكب
المؤلف: عبدالله خليفة
الصفحات : 118
سنة الاصدار 2014

هذه رواية خطيرة، محاورها وموضوعاتها خطيرة، تغوص في الذوات البشرية، والضمائر، بين نيران الشهوة القاتلة، التي أدت لاغتصاب كوكب خطيبة إسماعيل، من أخيه سيد عمران، وبين العمائم السوداء، والبيضاء الدينية، أي رجال الدين، ونرى كذلك صراعاً بين الأخوين، متعلقاً بالمال، والمرأة، وصراعات الورث.
عموماً كالعادة، لا يدخل الروائي البحريني الراحل عبدالله خليفة إلا للمواضيع الحساسة والخطرة في رواياته، وكأنه يتوغل منطقةً لم يجرؤ عليها أحدٌ قبله.
اقتباس:
❞ تطلع فيه بحيرة. أحسَّ بشظية إنكسار تسقطُ من الجبل، كأنها الحصاة لها صوتٌ ودمع وصدى.❝
❞ جافٌ جفافاً رهيباً، صامتٌ لا ينبسُّ بحرف ثم متفجرٌ صاخب. ❝
❞ وعُجن ذلك الزحامُ وإختفى أبوه الذي لم يغب يوماً عن المكان، وفوجئ بضخامةِ الفراغ الذي تركه. ❝
❞ حين حاول أن يدافع عنه مع المدافعين ذابَ في الجمع المنصهر المفتتِ المتجمعِ عند النخيل وفي الخراباتِ ومسارح الليل المضيئة بالجمر والعيون والكلام، وقتذاك تكسرتْ الحواجزُ بينه وبين الجموع، دخل البيوت، تدفقتْ النسوةُ على أمه، أمتلأ البيتُ بالأطباق والزاد، راح يشك في كتبه، لم يشعر بفرح مثل هذا من قبل، كان جثةً تطفو على نهرِ الحياة الرمادي، تتقلقلُ بين الأشجار، وتدافعُ عن أجزائهِا بين أفواهِ التماسيح والكآبة.❝
‌قُرئت الرواية عبر تطبيق أبجد، من مجلد الأعمال الروائية المجلد السادس.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 17, 2025 10:47
No comments have been added yet.