عندما تراقب الفتاة وهي تأكل فأنت تأخذ فكرة لا بأس بها عن طباعها الدفينة، ولعلك تذكر قصة شاعرنا العظيم الذي رأى حبيبته المطربة الرقيقة تأكل الفسيخ في شم النسيم، فأصابه الهلع وشفي من حبها تمامًا.. خاصة طريقتها في تهشيم البصل الأخضر كأنها معلم من وكالة البلح.. هناك الفتاة التي تلتقط طعامها بحذر كأنها عصفور.. وكأنها تخشى أن يلمس شفتيها أو أناملها، وهناك الفتاة التي تعبث في طعامها كقط، وهي التي وصفها فلوبير ببراعة في "مدام بوفاري".. في هذا المطعم أراقب غادة وهي تأكل وتمزّق شرائح اللحم بالشوكة والسكين، ثم تدسّ المكرونة في فمها كما ينقلون للفيل الدريس في السيرك القومي.. عندما أرى هذا أرتجف
غادة تدسّ المكرونة في فمها كما ينقلون للفيل الدريس ـ (رسوم فواز) ـ