الجين المستهتر
التحرير - 13 أغسطس 2012
منذ أعوام عدة -فى عصر الجنرال شارون- اقتحم بلدوزر إسرائيلى الحدود مع لبنان وتوغل مسافة عشرين مترًا. لم تكن هناك حرب وقتها وكانت الأوضاع شبه هادئة. على كل حال لم يعش سائق البلدوزر ليتجاوز المتر الواحد والعشرين، لأن قذائف حزب الله أحرقته حيث هو، وفى ما بعد قال شارون عبارته الشهيرة -التى لا يستعملها إلا مع حزب الله- إن إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق الرد فى الزمان والمكان المناسبين. الشبه قوى بين هذا الحادث وما وقع منذ أيام وتلك المذبحة التى أودت بحياة عدد كبير من شبابنا فى سيناء. على أن استجابة رجال حزب الله كانت سريعة جدًّا وقاسية جدًّا، وكنت أتوقع أن جيشنا النظامى سيتصرف بكفاءة مماثلة أو أكبر. هذا الحادث يدق أجراس خطر كثيرة، ومنها جرس يقول إننا لسنا بالقوة ولا الجهوزية اللتين نعتقد أنهما موجودتان. نفس الأخطاء والتقاعس والتراخى.. ونفس العجز عن الاستفادة من المعلومات المتوافرة. رأيت هذا الموقف مرارًا فى حياتى، حتى بدأت أعتبر أنه عيب كامن فى الجينات المصرية نفسها. فى 1967 ينذر عبد الناصر الجيش أن الهجوم سيكون صباح 5 يونيو.. ثم تصل إشارة الإنذار الشهيرة (عنب عنب) من موقع عجلون، تلك التى أرسلها الشهيد العظيم عبد المنعم رياض لينذرنا من أسراب الطيارات الإسرائيلية القادمة.. لكن لا شىء يحدث.. (سيد حبارة) غيّر مفتاح الشفرة ولم يخطر بها من بعده وهكذا ضاعت أهم شفرة فى تاريخ مصر.. وفى لحظة الحقيقة تجد الطائرات واقفة صفوفًا كبط ينتظر الذبح فى المطارات، ويتبين أن المصريين يستعملون نفس موجات اللاسلكى التى استعملوها عام 1956 لأنهم لا يتعلمون أبدًا. حوادث لا حصر لها.. مثلا حادث الأقصر الذى انتهى بذبح 58 سائحًا بالسكين، وتبين أنه لا يوجد إلا (سيد حبارة).. جندى شرطة واحد على مسافة ثلاثة كيلومترات. قال مبارك إن هذه خطة تهريج، وأطارت كلمته هذه رؤوسًا كثيرة.. ومن جديد يتكرر نفس السيناريو
كمل... لسه ما خلصناش

منذ أعوام عدة -فى عصر الجنرال شارون- اقتحم بلدوزر إسرائيلى الحدود مع لبنان وتوغل مسافة عشرين مترًا. لم تكن هناك حرب وقتها وكانت الأوضاع شبه هادئة. على كل حال لم يعش سائق البلدوزر ليتجاوز المتر الواحد والعشرين، لأن قذائف حزب الله أحرقته حيث هو، وفى ما بعد قال شارون عبارته الشهيرة -التى لا يستعملها إلا مع حزب الله- إن إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق الرد فى الزمان والمكان المناسبين. الشبه قوى بين هذا الحادث وما وقع منذ أيام وتلك المذبحة التى أودت بحياة عدد كبير من شبابنا فى سيناء. على أن استجابة رجال حزب الله كانت سريعة جدًّا وقاسية جدًّا، وكنت أتوقع أن جيشنا النظامى سيتصرف بكفاءة مماثلة أو أكبر. هذا الحادث يدق أجراس خطر كثيرة، ومنها جرس يقول إننا لسنا بالقوة ولا الجهوزية اللتين نعتقد أنهما موجودتان. نفس الأخطاء والتقاعس والتراخى.. ونفس العجز عن الاستفادة من المعلومات المتوافرة. رأيت هذا الموقف مرارًا فى حياتى، حتى بدأت أعتبر أنه عيب كامن فى الجينات المصرية نفسها. فى 1967 ينذر عبد الناصر الجيش أن الهجوم سيكون صباح 5 يونيو.. ثم تصل إشارة الإنذار الشهيرة (عنب عنب) من موقع عجلون، تلك التى أرسلها الشهيد العظيم عبد المنعم رياض لينذرنا من أسراب الطيارات الإسرائيلية القادمة.. لكن لا شىء يحدث.. (سيد حبارة) غيّر مفتاح الشفرة ولم يخطر بها من بعده وهكذا ضاعت أهم شفرة فى تاريخ مصر.. وفى لحظة الحقيقة تجد الطائرات واقفة صفوفًا كبط ينتظر الذبح فى المطارات، ويتبين أن المصريين يستعملون نفس موجات اللاسلكى التى استعملوها عام 1956 لأنهم لا يتعلمون أبدًا. حوادث لا حصر لها.. مثلا حادث الأقصر الذى انتهى بذبح 58 سائحًا بالسكين، وتبين أنه لا يوجد إلا (سيد حبارة).. جندى شرطة واحد على مسافة ثلاثة كيلومترات. قال مبارك إن هذه خطة تهريج، وأطارت كلمته هذه رؤوسًا كثيرة.. ومن جديد يتكرر نفس السيناريو
كمل... لسه ما خلصناش

Published on August 13, 2012 16:18
No comments have been added yet.
أحمد خالد توفيق's Blog
- أحمد خالد توفيق's profile
- 30849 followers
أحمد خالد توفيق isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.
