عبر شارعه الذي اعتاد عبوره كل يوم ..
تلفت في كل الانحاء ليتمكن من السير
الجو كان شديد الحرارة و لما يأبه هو بذلك ،
استمر سيره في الطريق متلفتاً حوله ..
يظن يوماً انه سيراها ..
يعلم ان الاقدار يوماً قد فرقتهم لكنه يؤمن بأنه سيراها ذات يوم مارة فقط
في طريقه المعتاد ..
لذا لم يفكر يوماً ان يغير في حياته شئ!
..
انتهى دوامه في العمل مبكراً قليلا وبرغم ذلك كان يشعر بالاجهاد ..
و عندما كان على وشك ان يعبر طريقه ككل يوم عائداً ..
لمحه ! توقف فجأة في طريقه ..
كاد يصطدم بعدة سيارات ..
تلقى المزيج من الكلمات التي لم تكتب بعد في معاجم اللغة لتفسيرها !
عيناه معلقة عليه !
انتبه لنفسه فجأة و قرر ازاحة نفسه و الذهاب اليه
عندها كانت شاحنة كبيرة على وشك العبور ..اصرت ان تعبره
فترك لها الطريق و ضاع اثره ..
..
بات يفكر طوال ليلته كيف حدث هذا
وكيف جاء الى هنا ..ولما الان بالتحديد يراه متجولاً في طريقه المعتاد !
ما الذي طرأ عليه ..
..
جلس طوال الليل يستعرض مسار حياته
وكيف انه لم يجترئ يوماً ليعترف لمن احبها بحبه
و كيف انه رآها حزينة في اكثر من مرة ولم يستطع ان يقترب منها ..
و كيف كان قلبه يؤلمه في صدره في كل مرة رآها تتحدث مع غيره !
بكى كثيراً في ليلته ..قرر و لو لمرة واحدة في حياته
ان يغير طريقه المعتاد و ان يذهب هو بنفسه اليها
بدلاً من كل هذا الانتظار الذي صنعه بنفسه ..
وان لم يفلح عاد لمداره !
..
استيقظ مبكراً برغم انه لم ينم جيداً ..
حماسه كان اقصى مما يحتمله نوم
هندم نفسه جيداً، و قرر ان يسلك طريقاً اطول قليلاً من طريقه الاعتيادي
وصل لمكان عملها حيث يعلم منذ زمن انها تعمل فيه ، و لم يجترئ يوما و يقترب منه
في هذه المرة لم يتلّفت حوله كثيرا عبره بثقة و اجتاز البوابة ..
تقدم قليلاً ..
لمحها و لأول مرة منذ سنوات
لكن لم تكن بمفردها كانت جالسه معه !
-الذي راه بالامس عابراً امامه الطريق- ..
قرر ان يتقدم ليقطع خلوتهما وفجأه
تذكر ان الشخص الجالس معها
هو بنفس صورته ترى كيف عساها ستفرق بينهما !
قرر ان ينتظر خارجاً و ان يختبأ جيداً منه ..
عندما انتهى من الحديث معها خرج ..امسك هو به جيداً
سحبه معه بعيداً عن الانظار ..سأله منذ متى و هذا يحدث ؟
قال له بالامس فقط يا صديقي ؟
سأله و لمَ تفعل هذا من دون ان تخبرني ، و انت بنفسك كنت رافض هذا الفعل
حدثه بعنف اكثر :
كنت تحدثني عن الخوف عليها و عن حمايتها من نفسك
وكلام من هذا القبيل اين ذهب كل هذا !
الاحوال تغيرت ياصديقي تألم قلبك كثيراً في ظل رفضي المستمر
رأيت ما آل اليه حالك تيقنت مع الايام ان الاعتراف اسهل من الانتظار و من كل شئ اخر
استمر محدثاً
يا قلب لقد خدلتك كثيراً و كذبت عليك كثيراً لعلك تنضج ، كنت اظن ان هذا لصالحك
لم اتحمل مرارة ما تشعر به في نفسك
انا كعقل برغم كل ماديتي لم اتحمل ! .. أعتذر منك افعل بي هذه المرة ما شئت
قد فعلت ما كان يتوجب عليّ فعله من زمن
أن اعترف بوجودك و بقيمتك و بحبك ..
حينها ادرك انه أكثر ما خدع نفسه !
Reham Ahmed