حكاية المطر …

[image error]

حكابة المطر


المطر الذي لا يزورنا إلا مرة أو مرتين في العام نبقى نتحدث عنه طويلا كلما جاء، نفرح به كثيرا رغم أنه دائما يترك حيّنا وهو أقرب للخراب، وما أن تبدأ المياه تنهمر من المزاريب لتصب في الأزقة الصغيرة أو في أحواش البيوت حتى يجدّ الرجال والفتيان في العمل وهم يتدثرون بشراشف قديمة صاعدين الأسطح لإزاحة مايعوق المياه عن التدفق فيما ينشغل آخرون بإبعاد سياراتهم نحو الأرض المستوية، النساء لديهن أيضا أعمالهن الكثيرة مثل إبعاد الأثاث عن مواضع يتدفق منها الماء أو وضع بعض القدور لالتقاط ما يتدفق من أسقف الغرف،فيما تقف الكبيرات في السن بجوار النوافذ يرددن تسابيحهن كلما ارتفع صوت الرعد.


المطر الذي لايزورنا سوى مرة أو مرتين لايدوم طويلا فسرعان ما تصفو السماء وتبدو الجبال لامعة وبراقة فيما يواصل الرجال تفقد الشارع الذي حفره السيل، أما النوافذ التي تبقى مفتوحة بعد المطر فهي فرصة لاتعوض ليرى العاشق فتاته التي تبدو صافية ومبتهجة ترنو إلى الحيّ من شباكها بفرح.


بعد فترة تعود الحياة لطبيعتها، تقفل النوافذ الملونة، وتنتهي حكاية المطر، أما العاشق فيبقى دائما في انتظار سحابة جديدة.


 


 

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 07, 2012 21:50
No comments have been added yet.