أربعة شُهور

   أتذكَّر بين الحين والآخر أنَّ لديَّ مُدَوَّنة، في الحقيقية أنَّ برنامج الريدر – وهو برنامج قارئ للمُدوَّنات – هو مَن يُذكرني ولستُ أنا شخصياً الذي أتذكَّر ذلك بنفسي، المهم أنَّني أتصفَّح مُدوَّنتي بعدها فأتفاجأ بأنَّني لم أكتب على صفحاتها شيئاً مُنذُ أكثر مِن أربعة شهور! فأتساءل: أين أنا مِن تلك الأيَّام الذهبيَّة التي كُنتُ فيها أقوم بتدوين موضوع واحد على الأقل كُل أسبوع؟ وهو بالمُناسبة ما أصابه الإضمحلال فيما بعد ليُصبح التدوين مُقتصراً على موضوع واحد كُل شهر، والآن لا شيء كُل شهر. ومُنذُ عامٍ ونصف، كُنتُ قد كتبتُ في تدوينةٍ عنوانها "حنين تدويني" عن أسفي بسبب ابتعاد العديد مِن المُدَوِّنين عن التدوين بسبب تغيُّر أرواحهم مِن الداخل بعد أن طحنتهم الحياة الحقيقية بين شقي رحاها ، وهو ما أُعبِّر عنه باستمرار بمقولتي المُتكرِّرة: يتغيَّر كُل شيءٍ فينا كما يتغيَّر كُل شيءٍ حولنا، أنا نفسي تغيَّرتُ كثيراً لدرجة أنَّني قد أصبحتُ شخصاً آخر لا أعرفه! وبعد ذلك بشهورٍ قليلة كتبتُ في تدوينةٍ أُخرى عنوانها "كان لديَّ مُدَوَّنة" عن الإيقاع السريع للأحداث مِن حولنا وهو ما أسهم في هبوط المُعدَّلات التدوينية بشدَّة لصالح الوسائل الأُخرى، وهي سُنَّة الحياة للأسف. فالتدوين أصبح مِثل الرسائِل البريديَّة الورقيَّة التي كادت تندثر مُقارنةً بالبريد الإليكتروني الذي يتسيَّد العالم الآن لسُرعته وسهولته، ولا زال القادم أسرع. إذاً فالعقل يقول أن التدوين يندثر، سواء كان ذلك بسبب سيطرة الهم العام على أرواحنا كأشخاص، أو بسبب سيطرة الإيقاع المُتسارع على وسائِل التواصل. لكنَّ القلب لا يُريد ذلك الإندثار، فالتدوين هو الذكريات والأحلام والأيَّام الجميلة كأفلام الأبيض والأسود، وأقول ذلك رغم أن عُمر التدوين هو سبعة أعوامٍ فقط! يالها مِن حياةٍ قاسية. ما الغرض مِن هذه التدوينة إذاً؟ لا شيء، أنا فقط أُحاول أن أُبقي على روحي بعض الشيء وسط هذا العالم المجنون، وذلك بأن أكتب تدوينة شخصيَّة أتحدَّث فيها بيني وبين روحي، وبين وأرواحكم. وكما يقول الشاعر الذي لا أعرف له إسماً حتى الآن:أنا فيه إتنين عايشين جوايا ..واحِد عيِّل .. دايماً يضحك ووِشُّه بَشُوش ..وواحِد عاقل ..أنا عن نفسي ما بحبوش ..
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 06, 2013 10:06
No comments have been added yet.