لعله خير

كان الملك معتاداً على الخروج للصيد مع وزيره المقرب، وذات يومٍ أصاب الملك أصبعه فقُطع، فقال له الوزير: لعله خير .
غضب الملك غضباً شديداً وقال للوزير: قطع إصبعى خير، كيف تقول هذا، بمجرد أن نعود للملكة سأزج بك فى السجن، فقال الوزير: لعله خير، مما جعل الملك يشتاط غضباً .
بعد شهرٍ خرج الملك للصيد وحيداً وتوغَّل فى الغابة فوقع أسيراً فى أيدى قبيلة تأكل لحوم البشر، فلما أعدوه وجهَّزوه ليكون وليمة اليوم وجدوا القطع الذى فى أصبعه فقرروا ألا يأكلوه؛ فقد كانت عقيدتهم تنهاهم عن أكل من كان فيه عيباً خلقياً، فأخلوا سبيله .
فرح الملك فرحاً شديداً وتذكَّر كلمات الوزير لعله خير، وعلم أنه كان محقاً وأن قطع أصبعه جاء له بالخير، فأسرع إلى سجنه وقص عليه ما حدث ثم قال: لقد كان قطع أصبعى خيراً كما قلت، لكن أخبرنى، هل كان سجنك خيراً كما قلت؟
أجاب الوزير بثقة: بالطبع كان خيراً، فلو لم أكن مسجوناً لكنت معك فى رحلتك الأخيرة ولكنت مطعماً لتلك القبيلة؛ فليس بى عيباً خلقيًّا .
لا تُقدِّر الأمور بحكمتك أنت، فربما كان لمن خلقها حكمة تفوق عقلك القاصر المحدود .
اصنع حياتك by محمد محمود
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 13, 2014 22:23
No comments have been added yet.