مقال الأستاذ جمال الغيطانى عن كتاب خبرنى العندليب

عبور
خبرني العندليب
جمال الغىطانى نشر في الأخبار يوم 21 - 02 - 2013

لأول مرة أقرأ شهادة صادقة عن الثورة المصرية، لا توجد فيها ذات متضخمة، أو ادعاء بالبطولة، أو هجوم علي آخرين مستخدماً الثورة، فلكم صدرت كتب لها مآرب شتي بعد تعللها بالثورة، عمر قناوي صحفي، ينتمي إلي الجيل الجديد الذي أسهم بقدر كبير في الأحداث، من هنا تأتي قيمة الشهادة التي كتبت ببساطة وعمق وصدق، نقاط عديدة توقفت أمامها من خلال سرده للأحداث. أولها: ما تحدث به صديق له يبدو أنه يعمل في جهاز أمني حساس، كان ذلك قبل بداية الأحداث في يناير، ركز صاحبه علي توقع حدث كبير سيكون الكل شركاء فيه، لا توجد أجهزة أمن يمكن أن تحرك شعباً بأكمله، ولكن هذه الأجهزة يمكنها التنبؤ أو توجيه الأحداث بقدر معين، يذكر الشاهد أيضاً أن صديقه تنبأ له بما سيصير من أحداث رئيسية في المرحلة التالية للتنحي.
ثانياً: في التحرير ظهر جنود من القوات المسلحة أكدوا للمتظاهرين أنهم تلقوا تعليمات بالاعتصام في الميدان، من ناحية أخري يذكر وقائع تدحض ما يقوله الإخوان عن مشاركتهم الفعالة في الأحداث، بل إن الواقع يؤكد مشاركة صفوت حجازي في مرحلة متأخرة مما يتناقض مع شهادته المتأخرة التي أدلي بها إلي الجزيرة وذكر خلالها أعاجيب!
ثالثاً: يرصد أخطاء الثوار في التعامل مع المجلس العسكري، ويذكرنا بتصريح الفريق سامي عنان الذي قاله فيه »مدنية الدولة المصرية خط أحمر«، يقول إنه من المؤسف أن القوي المدنية لم تلتف حول هذا الشعار وبدلاً من ذلك اندفع البعض إلي ترديد »يسقط حكم العسكر«، لقد أدي موقف بعض القوي الثورية إلي انفراد التيار الديني السياسي بالوضع والصعود حتي أعلي سلطة.
رابعاً: من خلال الوقائع يؤكد أن الجيش في أحداث ماسبيرو.. وبعدها محمد محمود.. كان ضحية وليس معتدياً، وأن ما شوهد من دهس إحدي المدرعات للمتظاهرين كان مسئولية أحد المجندين الذي أصيب بحالة هستيرية وأدي هذا إلي فقده أعصابه، بينما كان الرصاص القاتل يطارد جنود وضباط الجيش من قوارب في النيل ومهاجمين من فوق كوبري أكتوبر، هذا ما أكده عدد من ضباط الجيش للمؤلف شخصياً.
خامساً: من مشاهداته للواقع في الميدان خلال العامين التاليين للتنحي يؤكد أن ما يجري فيه ليس بريئاً، وأنه ملعب هائل للقوي المضادة وللعناصر المشبوهة، يقول عمر قناوي ملخصاً الموقف أثناء تجوله بالميدان »ليس هؤلاء من كانوا معنا في بدايات الثورة والاعتصام الكبير«. صدر الكتاب من دار الأدهم، دار جديدة من الدور التي تنشر كتب الشباب والجديرة بالقراءة.

الرابط :
http://www.masress.com/elakhbar/202439
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 24, 2014 15:06
No comments have been added yet.