كتفٌ شاغرة لرأسٍ وحيد

 

So Lonely - Blima Efraim

كنت أمد ذراعي بأقصى استطالة ممكنة. أحاول جذب الستارة قليلا دون أن أحرك جسدي أي حركة. لكنها مع ذلك استيقظت.

- آسفة جدا. ليتني لا أنام في السفر.

- لا يمكنني أن أنام أبدا في قطار.

كانت لا تزال تفرك عينيها، وتحاول إعادة ترتيب خصل شعرها المتناثرة.. وكانت لا تزال جميلة.

قمت في مكاني أجذب الستارة، واستأذنتها في أن أُميل مقعدها قليلا للوراء.

- ربما هكذا ترتاحين أكثر.

***

تبا للسفر. لماذا لا يمكنني أن أحتفظ برأسي في مكانها على الأقل؟ لماذا أنام أصلا؟

...هل كنتُ نائمة حقا طوال الوقت؟ أم أنني تماديت في ترك رأسي على كتفه لثلاث دقائق كاملة؟ هل أيقظتني حركته؟ أم انتزعتني انتزاعا من تظاهر – أحببته – بالنوم على كتف رجل؟

تبا للعمل المرهق، وتبا للنوم، وتبا للرجال.

***

لم أتحرك مطلقا هذه المرة، لكنها استيقظت فجأة. وكانت تفرك عينيها بقوة كمن يعاقبها على جريمة نوم. وكانت تحاول ترتيب هندامها، وربما كانت تشعر بحرج بالغ، و بالتأكيد كانت جميلة.

- أنا آسفة. أنا.. في الواقع.. لا أعرف ماذا أقول!

- لا تقولي شيئا إذن.

***

لماذا لم ترغب في أن توقظها؟ شفقة إنسانية بريئة؟ أم أنه فائض حنان يليق برجل وحيد؟ فائض حنان كنت تعطي منه لأخ سافر، ولأم رحلت؟

كن صادقا مع نفسك واسألها: ألم يكن ممكنا أن تزيد ميل مقعدها للوراء؟ أم أن مكانا شاغرا على كتفك يلح عليك؟

أنت وحيد تماما.. ومسكون بالفراغ.

***

استيقظت. لكنها لم تفرك عينيها، ولم تحاول ترتيب أي شيء. إنها حتى لم ترفع رأسها قبل أن تقول:

- ستضطر لتحمّل نومي على كتفك للمزيد من الوقت.

- أنا مستعد دائما للقيام بدور وسادة.

2 likes ·   •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on October 30, 2010 09:22
Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Ahmed (new)

Ahmed Hishmat يخرب بيت جمال كلامك يا أخي
بحبك يا مضروب


back to top