كتابة جديدة

خرجنا من البهو الرئيسي وهبطنا درجات المدخل الجنوبي تحت نظرات المنحوتات المحصورة داخل معبد الحضارة المثلث القابع أعلى أعمدة المدخل. منحوتات ترمز إلى طور التحضر بدءا من تعلم الأساسيات ومرورا بتوسيع آفاق المعرفة من عمارة ونحت ورسم وعلوم وهندسة وأدب وموسيقى وشعر وانتهاءا إلى رجل النهضة الملم بالمعرفة والحكمة والذوق الرفيع.


عبرنا الساحة تحت نظرات ازدراء مراحل المعرفة، أم تراها كانت نظرات تعجب وإعجاب؟ كم من أناس مروا تحت أعينهم دون أن يتكبدوا عناء النظر إلى أعلى وتأمل هذه المنحوتات ومعرفة ماترمز إليه من طور التقدم والرقي الإنساني والحضاري؟ كم من أناس مروا من تحت أعين تلك التماثيل الجامدة، المثبتة في مكانها والتي انتهى تاريخها مع تاريخ رفعها أعلى المدخل وتثبيتها في هذا المكان؟ وقفت شاهدة على مرور السنين ومرور الناس بهم، على اختلاف الأزمان والأزياء ولكنها وقفت لتذكر الناس أن الأصل لا يموت وأن ما يمر بها من مكانها ومكانتها العالية لن يغدو إلا نذرا يسيرا مما يرمزون إليه من كمال النضج والمعرفة وكأن موقعهم ونظراتهم فيها من السحرية والاستنكار من تفاهة وغرور الكائنات التي تمر من تحت أقدامهم.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 13, 2014 02:59
No comments have been added yet.