الأرمغان-بناء الأحلام
لعل أصعب مرحلة في كتابة هذا العمل كان بناء الأحلام حيث كان همي الأول أن يكون الحلم أقرب ما يكون لطبيعة الحلم الحقيقية وأن يتم تفسيره بشكل علمي يؤدي إلى المعنى الذي أود إيصاله إلى القارئ
وكانت الصعوبة الأولى هي أن بناء الحلم هي العملية العكسية تماما لتفسيره. فتفسير الحلم يستوجب وجود حلم بالطبع وفي هذا الحلم توجد مجموعة صور ورموز يتم تفسيرها من مجلدات تحوي معنى كل رمز كل وفق سياقه في الحلم
اما في حالتنا هذه, فالآية منقلبة فلدينا تفسير لرموز غير موجودة وبالتالي تمت قراءة الكتب العلمية والمراجع المتعلقة بتفسير الأحلام بشكل عكسي فكان يجب قراءة المراجع كلها من أولها إلى آخرها والبحث عن الرموز التي لها التفسير الذي نبحث عنه . وبالتالي تم تجميع 25 صفحة من الرموز تلخص كل الأفكار التي نريد أن نبني عليها الحلم والرواية . المرحلة التالية كانت تقسيم الرموز في مجموعات تكون كل مجموعة مقترنة بمعنى معين وليكن على سبيل المثال القهر, الفتنة, التغيير إلخ
ثم جاءت المرحلة الإبداعية والتي من خلالها استخدمنا عناصر المجموعة الواحدة لبناء الحلم كاملا على شكل رؤى وقصص يكون الحالم رآها ويقوم المفسر بتفسيرها على النحو المبتغى
وهكذا قمنا ببناء 4 أحلام , حلم لكل شخصية من العوام , وكابوس واحد للسلطان باستخدام هذه الطريقة
وكانت المعضلة الثانية هي إيجاد المراجع المناسبة للإطلاع عليها واستخدامها لاستخلاص الرموز المرجوة وبدأت من البداية الطبيعية ألا وهي كتاب فرويد ولكن وبعد قراءة سريعة تبين لي أن الإطار الثقافي لفرويد وعملية تفسيره للأحلام غربية جدا وأغلب تفسيراته تدور في واقع جنسي إلى درجة كبيرة و بالتالي لم يكن ممكنا أن اعتمد على مرجعية كهذه في تفسير أحلام تدور في إطار عربي إسلامي فبدأت في تعميق البحث حتى توصلت إلى كتاب محمد بن سيرين والواقع في 1400 صفحة و كان فيه الرد الشافي لما كنت أبحث عنه حتى دلني الأستاذ جمال الغيطاني على كتاب عبدالغني النابلسي والذي يقع في 900 صفحة وكان فيه كل ما كنت أبحث عنه
فاعتمدت على هذين المرجعين كأساس لعملية البحث حتى وصلت إلى الأحلام المصاغة في الرواية التي بين أيديكم


