لن يكون هناك مُتسع للقاء جديد ..

ماتت مريم .. ماتت ابنة قلبى … ابنة الخامسة بالسرطان …  لم يمهلنا ذاك الوداع الأخير …

لازلت لا أدرك يقينًا أن هذا قد حدث والآن …

لن يرن هاتفى مجددًا ليخبرنى أحدهم أن مريم لا تريد العلاج بدونى …

لن تطلبين مُحادثتى لتقولى لى هنهزم السرطان سوا يا هدير^^

لن نخرج يومًا كما تنمينا ..

لن نمتلك صورة سويًأ

ولن يكون هناك متسع للقاء جديد..

لن آتى لزيارتك مجددًا وأنا عابسة فتُمسكى يداى وتشابكى أصابعنا وتقولى لى : أنا معاكى اعتبرينى بنتك حتى :D

لم تعبسى بوجهى سوى مرتين …

فى لقاءنا الأول وكأن وجهك لم يتعلم معالم البسمات ولا كيف تُرتسم …

سؤالك الأول لى ؟!

- انتى متجوزة ؟!

-لأ

- هتجوزى

- لأ … ليه ؟!

وإذا بوجهك يُشرق بأجمل بسمة يُمكن أن يراها أحد … ولم نكمل حديثنا فقط كان احتضان صامت منكِ ، وتشبعت أنا بالأمان منه …

أما عبوسك الثانى …

فكان عندما أعدت عليكى حديثنا …

كان ردك : علشان قريب هتبقى زعلانة عالطول وتتخانقى مع جوزك كتير وتبقى مكشرة وأنا أزعل علشانك ويجيلى سرطان تانى ..

انتى عايزة تتجوزى ليه علشان تجيبى بنت أنا أهه وهقولك يا ماما ولو على السرطان بكره أخف اصبرى شوية ….

ليتبعه صمت ومن يومها وأنتى ابنة قلبى ..

سرى الغالى الذى ذهب دون إنذار ..

لم أُتم عمل أسورة من الخيط لكِ لتقولى لى شكرا يا ماما …

لم نتبادل الجوابات كما أردتى يومًا أن نتبادلها كما أفعل مع صديقاتى ..

لم ننهى الحديث عن السيدة فاطمة بعد …

لن تنسى أن توصلى سلامى لمحمد الدرة ذاك الرفيق الذى يوم أخبرتك عنه قولتى لى لنا رحلة إلى فلسطين ..

يجب ألا يكون هناك محمد درة آخر …

لم أمنحك دفترى كالذى أملك لنكتب فيه …

ربما رحلتى .. ولا أعلم لما الآن لكنه قضاء الله …

لن أرتدى أسود كما طلبتى سأرتدى لوننا المفضل أحمر ^^

وسأسأل الله بلقاء في الجنة …

سلامًا عليكِ يا ابنة قلبى …

3 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 18, 2015 09:02
No comments have been added yet.