ما هذا الذي يسوقنا إليه ساراماغو؟
رواية من بدايتها لا اسم لشخصياتها وإنما صفاتهم ما نراها فقط، لا مدن ولا دول كأنك تنظر إلى قصة يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم!
يغوص ساراماغو في أعماق النفس البشرية من خلال سرد أحداث غريبة لمجتمع أصيب بالعمى فجأة فما بين سجن المحجر ودمار العالم الذي تسوده الشخوص الهائمة بعماها تجد نفسك تسير معهم وتفكر لتحاول حل مشكلات هي بالأصل في الرواية ولن يزعجك أبدا بأنك لم تعرف اسم أي شخصية من الشخوص التي تعاطفت معها من هة وتلك الأخرى التي كرهتها من جهة أخرى!
ما الذي يسبب هذا العمى؟ وكيف اختفى؟ لا أحد يعلم ولكن ما أنا متأكد منه بأنني فرحت لارتداد البصر لهذه المدينة التي كانت تتجه نحو الهاوية في لحظة ما!
يمكن للنفس البشرية أن تقتل في سبيل أن تعيش...
والسؤال الذي تبادر إلى ذهني أكثر من مرة خلال قراءتي لهذه الرواية المحبوكة: هل البصير في أرض العميان ملك حقا؟ أظن بأن القضية أصعب من ذلك بكثير...