إلى أطفال غزة... سلام..

إلى أطفال غزة... سلام..
نعم... ذهبوا... استشهد العديد من "الأرواح الغزاويّة"... بعضهم رافق كلّ أفراد عائلته معه إلى السماء... وبعضهم تركهم خلفه... تركهم مع البعض من تفاصيل حياتهم الصغيرة... والتي خلقت جروحاً كبيرة... وماذا بعد؟ هل ننسى الحرب... أكانت ثورة  إعلامية وفيسبوكجيّة وعاطفيّة عند مشاهدة الصور والأحداث خلال وقت الحرب والآن... نسينا غزة بمن فيها ومن فارقها؟وأطفال غزة... أين هم من الحرب... الحرب لها عواقب نفسيّة قد ترافق أطفال غزة مدى الحياة... أليس من واجبنا تسليط الضوء عليهم ما بين حرب وحرب... وما بين سلم وسلم؟

شاهدت اليوم إحدى الأفلام القصيرة بعنوان "على الحدود" من ضمن مشروع "عشان فلسطين" وهو من أحد مشاريع المركز الشبابي الإعلامي, والذي تناول فيه الفيلم قصة طفلتين عايشوا أحداث غزة,  وحدّثونا من خلاله عن الأضرار النفسية التي ألحقها بهم الحرب...http://www.youtube.com/watch?v=ZU-GISMh_Bsتأثرت جداً بما شاهدت, مما جعلني أتسائل عن موقعنا الآن من الحرب النفسية هذه... أنسكُت؟ بالطبع لا... يجب أن ننتج أكثر من هذه الأفلام الواقعية وهذه المقابلات... وليس لنشاهدها ونناقش موضوعها في جلسة لنُظهر مدى ثقافتنا وإلمامنا بقضية الوطن... بل لنجد فعلاً حلاً لهذه المُشكلة... لإيجاد البرامج التي تساعد ولو جزئياً في التخفيف من مخاوفهم هذه التي يعيشونها... بس يا خوفي الواقع بيحكي نساعدهم يتأقلموا... فعلاً غزة ما زالت تعيش في خضم الحرب... وتستحق منّا وقفة تأمل... صرخة غضب... وأرواحاً مُجاهدة... لفتح نافذة الأمل من جديد...


غزةأبعث إليكِ سلاماًوإلى أطفالكِ... سلاماً ومظليّة تحمي أحلامهم من بعض القذائفوقوس قزحاً يذّكرهم بوجود ألوان غير أحمر الدماء ورماد البيوت
غزةقولي ليكيف حال أطفالكِ أيستيقظون على صوت المآذن وأجراس الكنائس؟أم توقظهم كوابيسٌ تنهش طفولتهموتسرقهم أحلامهم البريئة؟
أما زالت مدارسهم قائمة؟أم يحملون كتبهم الثقيلة... ويمشون بين الركام حتى يصلوا الخيمة القائمة بجانب بقايا المسجدليبدؤوا الدرسآملين بإنهائه قبل نوبة قصف جديدة؟
يا غزة...أخبريني بحال أطفالكأيتّمتهم الحرب...أم فقدوا البعض من أفراد عائلاتهمأم سَلِمت العائلةوبقي الخوف يلاحق قلوبهم؟أيخافون أن يكون كلّ يوم هو آخر يوم يجمعهم جميعاً؟
غزةأأتعبكِ صمتنا؟أشهدتِ على عجزنا؟لم يجف الأحمر فيك بعدوبدأت الأقلام والإعلام يدخلان في حالة جفافوبدأت القلوب تبرد فاعذرينا يا غزةهذا عصر المقاومة المؤقتةعصر الثورة على الشبكات العنكبوتيةوالتي إن رأينا الصوَر ثرنا معهاوإن انقطعت الكهرباء والخدمات الإلكترونيةانقطعت الثورة فينا
وما زال لدينا القليل من الجرأةونسألكِ وأطفالكِ
يا غزة...هل خذلناكِ؟
بقلم عبير علّان
نُشرت في صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية الإلكترونية
http://pulpit.alwatanvoice.com/articl...


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 03, 2014 05:58
No comments have been added yet.