(?)
Quotes are added by the Goodreads community and are not verified by Goodreads. (Learn more)
Ibn Tufail

“فلما فهم أحوال الناس وأن أكثرهم بمنزلة الحيوان غير الناطق، علم أن الحكمة كلها والهداية والتوفيق فيما نطقت به الرسل ووردت به الشريعة، لا يمكن غير ذلك! ولا يحتمل المزيد عليه، فلكل عمل رجال، وكلٌ ميسرٌ لما خُلِقَ له (سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) فانصرف إلى "سلامان" وأصحابه به فاعتذر عما تكلم به معهم وتبرأ إليهم منه، وأعلمهم أنه قد رأى مثل رأيهم واهتدى بمثل هديهم، وأوصاهم بملازمة ما هم عليه من التزام حدود الشرع والأعمال الظاهرة، وقلة الخوض فيما لا يعنيهم، والإيمان بالمتشابهات والتسليم لها والإعراض عن البدع والأهواء، والاقتداء بالسلف الصالح والترك لمحدثات الأمور، وأمرهم بمجانبة ما عليه جمهور العوام من إهمال الشريعة والإقبال على الدنيا، وحذرهم عن غاية التحذير. وعلم هو وصاحبه "أبسال" أن هذه الطائفة المريدة القاصرة لا نجاة لها إلا بهذا الطريق، وأنها إنْ رُفِعَتْ عنه إلى بقاع الاستبصار، اختل ما هي عليه، ولم يمكنها أن تلحق بدرجة السعداء، وتذبذبت وانتكست وساءت عاقبتها. وإن هي دامت على ما هي عليه حتى يوافيها اليقين، فازت بالأمن وكانت من أصحاب اليمين، وأما السابقون السابقون فأولئك هم المقربون. فَوَدَّعَاهُم وانفصلا عنهم وتلطفا في العود إلى جزيرتهما حتى يسر الله عز وجل عليهما العبور إليها، وطلب حي بن يقظان مقامه الكريم بالنحو الذي طلبه أولا حتى عاد إليه، واقتدى به "أبسال" حتى قرب منه أو كاد وعبدا الله بتلك الجزيرة حتى أتاهما اليقين.”

ابن طفيل, حي بن يقظان
Read more quotes from Ibn Tufail


Share this quote:
Share on Twitter

Friends Who Liked This Quote

To see what your friends thought of this quote, please sign up!


This Quote Is From

حي بن يقظان حي بن يقظان by Ibn Tufail
6,992 ratings, average rating, 1,156 reviews

Browse By Tag