“لقد صك الدبلوماسى الأمريكى "جورج فروست كينان" مصطلح سياسة الاحتواء لأول مرة فى عام 1946. إن سياسة الاحتواء قد صُممت للحيلولة دون انتشار الشيوعية عن طريق عزلها واتخاذ مواقف متى ما كان ثمة تهديد بتطويقها لبلد أو لآخر. ولقد كان يُنظر إلى تلك السياسة على كونها "سياسة صلبة"... سياسة إيجابية تتعارض وسياسة "استرضاء هتلر"... تلك السياسة السلبية الرخوة التى أنتهجها "نيفيل تشامبرلين"، رئيس الوزراء البريطانى فى حقبة الثلاثينيات. لقد كانت المواجهة المباشرة مع الاتحاد السوفييتى شبه مستحيلة، إلا أن الديموقراطيات بإمكانها اتخاذ مواقف إيجابية تحول دون انتشار الشيوعية التى يدعو إليها. وبحلول حقبة الخمسينيات، ضاق كثير من الأمريكيين ذرعا بتلك السياسة الحذرة. فالاحتواء، وفقا لهم، كان يسير فى اتجاه مضاد للمثالية الأمريكية، إذا، فلابد من تقويض الشيوعية برمتها واجتثاثها من جذورها واستئصال شأفتها. لذا، أضحت مصطلحات سياسية أخرى تتداول آنذاك، من بينها "التحرير" و"الهجوم الاستباقى"، والتى تعنى الانقلاب على الشيوعية من داخلها عبر إحداث الفتنة والانقسام فى صفوفها.”