“هل القنوط شعورٌ متداول بين الناس كما يُشاع؟ إنه قناع لا ينبع من حرية الفرد، بل من فشل موقت يترك في النّفس لمسة غَيْض.. ولكن.. خلف التبرّم.. خلف ما يُدعى قنوطا.. ماذا؟
أحلمُ بعملية استيئاس شاملة.. أيأسُ الدنيا بكاملها..ثم توسُّل.. لا تيأسوا عُمَّالَ "بيانكور".. العملية دليل حبّ وعطف رغم المظاهر التي يتعلق بها الناس.. ألا ننخدع عندما نظنّ أننا نسير نحو هدف مرسوم.. إذاً لا تكسب حياتنا شكلا وأسلوبا.. متانةً ورشاقة.. إلا إذا عدنا لا ننتظر شيئا من الدنيا..
يائسٌ قانط.. لا أجد في الفكر أيّ سبب يدعو إلى السكينة والاطمئنان: الذات موزّعة بين مطالب متنافية.. السياسة لعبة.. الحبّ تصابٍ.. الكتابة مغامرة.. التصوّف جبن.. الكسب كره.. الفكر معاند.. الاختيار ممتنع.. والحريّة.. الحريّة؟ احتمالُ مصائرَ متعددّة..”