“يعتقدان ، أنه طالما لم يتعارفا من قبل
فلا شيء بتاتا بينهما قد حَدَث
لكن ماذا تقول الشوارع، السلالم، الممرات
التي يمكن أنهما قد تلاقيا فيها ؟
بودي أن أسألهما
ألا يتذكران-
ربما في بابٍ دوَار التقيا
ذات يوم وجهًا لوجه؟
ثمة "عفوا" في الازدحام؟
صوت "الرقم خطأ" في سماعة الهاتف؟
- لكني أعرفُ جوابهما
لا، لا يتذكران.
كانت علاماتٌ، إشاراتٌ
ثم ماذا، إن كانت هي غير واضحة.
ربما قبل ثلاث سنوات
أو في الثلاثاء الماضي
ثمة وريقة طارت من كتفٍ إلى كتفٍ؟
كان ثمة شيءٌ مُضاعًا و مُلتَقَطًا.
كانت مقابض و أجراس
عليها سلفًا
اللمسة اسْتلقتْ على اللمسة.
ربما كان ذات ليلة حلمٌ مماثل،
فجأة بعد الاستيقاظ انمحى.
كل بداية
هي تتمة لا غير،
و كتاب الأحداث
دائما مفتوحٌ على النصف.”
―
فيسوافا شيمبورسكا,
النهاية والبداية وقصائد أخرى