“أتذكر حين وصفتُ دواءك حين أُصبتَ ببعض الزكامْ؟
وحين ضحكنا؟ وحين بكينا؟ وحين اختصمنا
أتذكر لذّة هذا الخصامْ؟!
وكيف غضبتَ لأنّ اعتذاري كثير
وكيف ضحكتَ لأنّي كتبتُ "النوايا" "نوايه"
وكم كنتَ تسخر منّي، لأنّي أقول كثيرا "تمامْ"
وحين سكرنا ببعض الحديثْ
على هاتفينا نطيل المكوثْ
نحسّ بأعيننا تستغيثْ
وحين سألتَ أيزعجني أنّنا نتحدثُ في كل وقت..
وعن كلّ شيء..
فقلتُ: كلامكَ يثمر دوما
وصار حديثكَ من متعتي
وصوتكَ صار صديقي وأُنسيَ في وحدتي
أتعلم أنّي كتبتكَ فوق جميع الدفاتر في غرفتي؟!
وفوق كتاب "الدلائل"، فوق كتاب "المصادرِ"
فوق البحوث وسبّورتي
على كلّ شيء كتبتُ "هشامْ"
وباسمكَ كنتُ أُنادي رفاقي
فهذا هشامٌ.. وهذا هشامٌ.. وهذا هشامْ!
أتذكر ما كان في رمضانْ؟
لقد كنتَ تشرح لي كيف تطهو طعاما شهيّا
وعلّمتَني كيف أطهو الدجاج مع الأرز والخلّ والزعفرانْ
حديثكَ كان رقيقا، شهيّا
وكم كدتَ تُفسد صومي كثيرا
ويُنقذني منكَ صوت الأذانْ
لقد كنتَ أصعب ما في الصيامْ”
―
هشام فايز,
الملعون