“وتلقي العمل الفني لا يشبه استهلاك المتع الأخرى، لأنها تولد إشباعاً مكتملاً، ولكنه غير مستمر، لأنها سرعان ما تؤدي إلى الامتلاء والسأم، ويحكمها ما يسمى في الاقتصاد معايير المنفعة الحدّية. ولكن الإشباع في الفن إشباع متوتر، ناقص، ولكنه مستمر، لأنه يخلق الاحتياج المتصل إلى الإشباع، ولكن على مستوى يخالف المستوى البيولوجي؛ لأنه إشباع لا يقترن بإفناء العمل بالاستهلاك المباشر. فعندما ينفتح أمام المتلقي عالم فسيح يثير الدهشة ويمتلئ بالمفارقات، قد يحس بشيء قريب من البهجة التي تثيرها النكتة، ولكن دون أن تفقد متعتها إذا ما حكيت مرة أخرى.”
―
صلاح قنصوة,
في فلسفة الفن