The Forty Rules of Love question

قواعد العشق الأربعون
إليف شافاك
ت : خالد جبيلي
" إن الطريق إلي الحقيقة يمر عبر القلب لا العقل "
ليس التصوف بمَعزل عن كل البشر , فلكل شخص منا نصيبه من الزهد والعمل القلبي والروحاني , ولكن بدرجات مُتفاوته , فهناك من يصل إلي أقصي درجات الزهد والعشق الإلهي , وهناك من يُحاول أن يفعل ذلك , وهناك من يكتفي بالومضات التي تبرق في قلبه ثم تختفي وتختفي معها روحه الزاهدة .
ولكن هل يُمكن يمتزج العشق الإلهي بالعشق البشري ؟
هل العشق الإلهي يحتوي كل أشكال العشق , فيتماهي معه العشق البشري وعشق الأشياء ؟
نحن أمام رواية يتشابك فيها العشق الإلهي مع العشق البشري , لتُضفي الكاتبة " إليف شافاك " جو من التشويق والمتعة في آن واحد .
يتشابك فيها القرن الحادي والعشرين حيث بطلة الرواية " إيلا " بكل علاقاتها الأسرية والعملية ومشاكلها الروحية , مع القرن الثالث عشر حيث أبطال الرواية الحقيقيين , الصوفي الكبير " مولانا " جلال الدين الرومي الذي استطاع أن يُغير حاله ليصير نموذجاً في العشق الإلهي , وذلك عن طريق بطل الرواية الثاني وهو " الزاهد الأكبر شمس الدين التبريزي " حيث التقيا في سمرقند , وكان هذا اللقاء كافياً لحدوث التحولات الكبري في شخصية " مولانا " والتغير الحاد في نظرته للحياة والأشياء .
في كل أحوال الرواية يَقف " العشق " كمُحرك ومُلهم للأحداث , فهو الرابط بين الماضي والحاضر , بل والمستقبل , العشق هو الذي يُحرك ذلك الرجل الذي يراه الناس صعلوكاً فقيراً مُعدماً ومهلهلاً " شمس " هو الذي لو أغدق به علي العالم لأفاض عليه .
العشق هو الذي جعل مولانا الخطيب المُفوه صاحب الآراء الفقهية والفتاوي , جعله داعية عشق لا نظير له , وواحد من أعظم الزاهدين علي مر التاريخ .
ولا يختلف الأمر كثيراً مع أبطال القرن الحادي والعشرين , فالبطلة المُعاصرة " إيلا " والتي تعاني من الملل والروتينية في علاقاتها الأسرية , وتعيش حياة شديدة العادية , تتحول حياتها تحولاً كبيراً بعد أن تقرأ مُسَوَدة رواية تقوم هي بمراجعتها لُغوياً اسمها " الكفر الحلو " عن علاقة شمس تبريز بجلال الدين الرومي , فتُفتن بالرواية التي غيرت نظرتها للأشياء , وتحرص علي التعرف علي كاتبها والذي يُسمي " زاهارا " فتراسله عن طريق الإيميل وتتعرف عليه وعلي شخصيته بشكل جلي , فتُفتن أيضاً بشخصية كاتب الرواية , وتَقوم بينهما علاقة لا تقل نبلاً وجمالاً عن علاقة السمو التي قامت بين شمس والرومي .
نحن إذاً أمام روايتين , لكل منهم زمن مُفارق , رواية مولانا جلال الدين الرومي مع الزاهد شمس التبريزي ,في القرن الثالث عشر , ورواية " إيلا " و " زاهارا " في القرن الحادي والعشرين , ولكننا لا يجب أن نُغفل أيضاً أن هناك رواية ثالثة في ثنايا النص , وهي رواية " الكفر الحلو " ذاتها , والتي كانت العماد الذي قامت عليه رواية " قواعد العشق الأربعون " , وهي الرواية التي تُكتُشف إيلا من خلالها أن شمس تبريز ذلك الزاهد العظيم الذي قَتَله أحد القَتلة المأجورين في القرن الثالث عشر لم يكن يُمَثل نفسه فقط , وإنما هو موجود في كل زمان وفي كل مكان , فهُناك دائماً من يُحارب الجمال بالقبح , ف " زاهارا " نفسه لم يكن إلا شمس تبريز في إحدي نجلياته .
وفي النهاية نقول إن هدف الرواية هو التأكيد علي أن العشق هو الذي يجمع كل الأديان , وهو القادر علي جمع ما فرقته الخلافات , وكما يقول قُطب الصوفية الأكبر " ابن عربي " ( أدين بدين الحب أَني توجهت ركائبهُ فالحب ديني وإيماني )

اشتري نسختك من هنا
قواعد العشق الأربعون