الرواية تؤرخ لرحلة سعيد، وهو رجل فلسطيني يعود إلى منزله السابق في حيفا برفقة زوجته صفية بعد ما يقرب من عقدين في المنفى في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948. يتذكر سعيد المدينة النابضة بالحياة والمشمسة والتي أصبحت الآن غريبة في ملابس غير مألوفة على الرغم من بقاء الكثير من التفاصيل كما هي. ولكن يظل ثقل هذا التحول باقياً في كل جملة، كتذكير دائم بالنزوح. ثم يكون اللقاء المؤثر بين كل من سعيد وصفية مع مريام، اليهودية التي تسكن منزلهما السابق. يتجاوز هذا اللقاء الثنائية المتوقعة بين الضحية والمنتصر. يضفي كنفاني على الشخصيات طابعًا معقدًا، مما يجبر القراء على مواجهة الحقائق غير المريحة والمعاناة المشتركة المنسوجة في نسيج هذا الصراع. فهو يقدم مواجهة مؤثرة بين مجموعتين من النازحين. تكمن براعة كنفاني في رفضه تقديم إجابات سهلة. بل يقدم محاكمة للذات من خلال إعادة النظر في مفهوم العودة ومفهوم الوطن، ولذلك فالرواية ليست مجرد رثاء.
يتذكر سعيد المدينة النابضة بالحياة والمشمسة والتي أصبحت الآن غريبة في ملابس غير مألوفة على الرغم من بقاء الكثير من التفاصيل كما هي. ولكن يظل ثقل هذا التحول باقياً في كل جملة، كتذكير دائم بالنزوح.
ثم يكون اللقاء المؤثر بين كل من سعيد وصفية مع مريام، اليهودية التي تسكن منزلهما السابق. يتجاوز هذا اللقاء الثنائية المتوقعة بين الضحية والمنتصر. يضفي كنفاني على الشخصيات طابعًا معقدًا، مما يجبر القراء على مواجهة الحقائق غير المريحة والمعاناة المشتركة المنسوجة في نسيج هذا الصراع. فهو يقدم مواجهة مؤثرة بين مجموعتين من النازحين.
تكمن براعة كنفاني في رفضه تقديم إجابات سهلة. بل يقدم محاكمة للذات من خلال إعادة النظر في مفهوم العودة ومفهوم الوطن، ولذلك فالرواية ليست مجرد رثاء.