وجبة بثلاث ريالات- لهواة المغامرة والتجربة في هذه المدونة لن تقتصر موضوعات المطاعم على المطاعم الفخمة والغالية وإنما ستشمل المطاعم الشعبية ولعلكم تذكرون أن أول موضوعات المطاعم كان عن مطعم “الفافا” للفول في مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. في هذا الموضوع سأتناول مطعمين يقدمان نوعية من طعام “جنوب الهند” وهي منطقة غنية بأنواع الطعام ولكنها للأسف غير معروفة على نطاق واسع خارج الهند للسببين أولهما أن منطقة شمال الهند كانت هي الأغنى والأكثر تقدماً والأكثر احتكاكاً بالشعوب المختلفة وأهمها هو الفتح الإسلامي العربي ثم الإسلامي المغولي قبل أن يحل المستعمر البريطاني وقبله كان البرتغالي. أما السبب الثاني فهو أن مطبخ جنوب الهند جزء كبير منه يتكون من الوجبات النباتية لأسباب دينية ودخلته وجبات غير نباتية من الاحتكاك بالشعوب الأخرى ولكن ظل هذا الاحتكاك أقل بكثير من نظيره في الشمال. من هذا المطبخ الغني هناك مطعمين شعبيين يقدمان أنواع من الأطعمة القائمة على معجنات مصنوعة من طحين أنواع من العدس غالبا وأحيانا من القمح كمادة أساس في مكوناته بالإضافة إلى الخضار ومنها هذه الأنواع التالية: دوسا (ينطقها البعض “دوشا”): وهذه من الأطعمة الأساس في جنوب الهند وهي أشبه ما تكون بخبز الصاج أو اللحوح أو البان-كيك وتختلف سماكتها بدرجات مختلفة وبعضهم قال أن هناك أربعين نوعاً منها! هذه في الأساس مصنوعة من طحين بعض أنواع العدس وتؤكل كالخبز (بعضها رقيق جداً ومقرمش) مع أنواع مختلفة من الشتني (صلصات مختلفة) والسامبر (عدس بالخضار) وأطعمة مختلفة. وادا: وهذه أيضا تصنع من طحين أنواع من العدس والأرز المتواجد في جنوب الهند وهي تشبه في شكلها “الدونات” وهي مقلية مثلها وتأتي كذلك في عدة أنواع منها النوع السادة ومنها أنواع تتضمن حشوة خضار أو بطاطس وبعضها تتضمن أعشاب في العجينة نفسها ولكن النوع الأساس يكون سادة. هذه تؤكل أيضاً بالغمس في السامبر و الشتني والكاري. إدلي: عجينة مشابهة من البقول والأرز ولكنها تطبخ بالبخار في ما يبدو كبعض أنواع الكيك الأسيوي فلا تتضمن أي زيوت وشكلها يشبه لحد كبير الفلافل ولكنها غير مقلية كما ذكرت. باروتا: تصنع من الطحين الأبيض وتخبز على الصاج وتتكون على شكل طبقات بوري: يصنع من الطحين الأبيض ويقلى في الزيت فيكون منفوخا من الوسط و مقرمش وهش جداً ويؤكل مع بطاطس مسلوق مع أنواع شتني وصلصات مختلفة شباتي: وهذا خبز من شمال الهند يصنع من طحين القمح الكامل ويخبز على الصاج سامبر: يقترب من شوربة العدس ويحتوي أنواع كثيرة جداً من الخضار ولذا يعتبر من أكثر أنواع الأكل فائدة للصحة بسبب ما يحتويه من فيتامينات وبروتينات بسبب الخضار والعدس شتني (“سمبل” في سريلانكا): وهذه كلمة عامة يمكن القول أنها “صلصة” تختلف باختلاف مكوناتها التي لا حد لها وهي أنواع كثيرة. منها على سبيل المثال يوجد “شتني جوز الهند” و”شتني نعناع” و”شتني المنجا” و “شتني كزبرة” و”شتني فلفل” وكل ما قد يخطر في بالك. وهذه الأنواع منها الحار جداً ومنها ما هو حلو المذاق. وهذه الأنواع تؤكل مع أنواع الطعام المختلفة وكثيرا ما يقدم أكثر من نوع منها خصوصا في أكل جنوب الهند. هناك أيضاً نوع من المعجنات يصنع من أنواع طحين العدس والأرز ويشبه الشعيرية ويعتبر من أساسيات المطبخ السيلاني ويؤكل مع أنواع من الكاري كثيرة المرق خصوصا “هودي كاري” (الكاري الأبيض) بعد هذه المقدمة الضرورية ربما أتعرض للمطعمين الموجودين في الجبيل (البلد) وهما بجوار بعض ويقدمان تقريبا نفس الوجبات حيث يمكنك طلب دوسا أو باروتا أو شباتي ومعه ما يلزم من السامبر وأنواع الشتني والتي عادة يقدموها في كميات صغيرة جداً كعينات. لكن لا تقلق فبمجرد أن يفرغ أحد الآنية تجد من يأتي ليملأه من جديد وكل ذلك في مقابل “ثلاث ريال” فقط وهو في العادة مشبع للفرد العادي. أول هذين المطعم هناك كافتريا “ريا” (لا يحضرني الاسم المكتوب بالعربي الآن) أما الآخر فهو مطعم “العجمي” ويقعا في شارع الأمير مساعد بن عبدالعزيز المتفرع من شارع جدة في حي الصفاة في الجبيل. “ريا” يتميز عن “العجمي” بأنه يقدم الشتني الحار جدا بينما ما يقدم في “العجمي” هو فقط متوسط الحرارة وإن كان السامبر المقدم في “العجمي” أكثر كثافة من ذلك في المطعم الآخر وشخصياً فقد فضلت طعمه ولا أدري أيهما هو الأقرب للوصفة الأصلية. كلا المطعمين يتميزان بطاقم ودود ولطيف سيما مع المواطنين حيث نُعامل في هذين المطعمين كالسياح الأجانب! طبعاً ديكور وأثاث المطعمين متواضع ولكن من الجدير بالذكر أن أمثال هذه المطاعم التي يرتادها عدد كبير من الزبائن وتقدم عدد محدود نوعاً ما من الوصفات تكون أكثر أماناً من تلك الفخمة التي يرتادها القليلون رغم أن المظهر الخارجي يوحي بالعكس. فإن أمثال هذه المطاعم يكون جميع ما فيها طازج ومعد بشكل يومي في الغالب الأعم بينما تلك الفخمة كثيراً ما تلجأ للبرادات مما يزيد من نسب الإصابة بالتسمم فيها. أنصح هواة الطعام اللذيذ ممن لديهم روح المغامرة والرغبة في التجربة والتعرف على الجديد بزيارة هذين المطعمين والتعرف على ما فيهما من وجبات غريبة ولذيذة حيث أن هذه الوجبات تمثل حضارة راسخة في أعماق الزمن.
في هذه المدونة لن تقتصر موضوعات المطاعم على المطاعم الفخمة والغالية وإنما ستشمل المطاعم الشعبية ولعلكم تذكرون أن أول موضوعات المطاعم كان عن مطعم “الفافا” للفول في مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
في هذا الموضوع سأتناول مطعمين يقدمان نوعية من طعام “جنوب الهند” وهي منطقة غنية بأنواع الطعام ولكنها للأسف غير معروفة على نطاق واسع خارج الهند للسببين أولهما أن منطقة شمال الهند كانت هي الأغنى والأكثر تقدماً والأكثر احتكاكاً بالشعوب المختلفة وأهمها هو الفتح الإسلامي العربي ثم الإسلامي المغولي قبل أن يحل المستعمر البريطاني وقبله كان البرتغالي. أما السبب الثاني فهو أن مطبخ جنوب الهند جزء كبير منه يتكون من الوجبات النباتية لأسباب دينية ودخلته وجبات غير نباتية من الاحتكاك بالشعوب الأخرى ولكن ظل هذا الاحتكاك أقل بكثير من نظيره في الشمال.
من هذا المطبخ الغني هناك مطعمين شعبيين يقدمان أنواع من الأطعمة القائمة على معجنات مصنوعة من طحين أنواع من العدس غالبا وأحيانا من القمح كمادة أساس في مكوناته بالإضافة إلى الخضار ومنها هذه الأنواع التالية:
دوسا (ينطقها البعض “دوشا”): وهذه من الأطعمة الأساس في جنوب الهند وهي أشبه ما تكون بخبز الصاج أو اللحوح أو البان-كيك وتختلف سماكتها بدرجات مختلفة وبعضهم قال أن هناك أربعين نوعاً منها! هذه في الأساس مصنوعة من طحين بعض أنواع العدس وتؤكل كالخبز (بعضها رقيق جداً ومقرمش) مع أنواع مختلفة من الشتني (صلصات مختلفة) والسامبر (عدس بالخضار) وأطعمة مختلفة.
وادا: وهذه أيضا تصنع من طحين أنواع من العدس والأرز المتواجد في جنوب الهند وهي تشبه في شكلها “الدونات” وهي مقلية مثلها وتأتي كذلك في عدة أنواع منها النوع السادة ومنها أنواع تتضمن حشوة خضار أو بطاطس وبعضها تتضمن أعشاب في العجينة نفسها ولكن النوع الأساس يكون سادة. هذه تؤكل أيضاً بالغمس في السامبر و الشتني والكاري.
إدلي: عجينة مشابهة من البقول والأرز ولكنها تطبخ بالبخار في ما يبدو كبعض أنواع الكيك الأسيوي فلا تتضمن أي زيوت وشكلها يشبه لحد كبير الفلافل ولكنها غير مقلية كما ذكرت.
باروتا: تصنع من الطحين الأبيض وتخبز على الصاج وتتكون على شكل طبقات
بوري: يصنع من الطحين الأبيض ويقلى في الزيت فيكون منفوخا من الوسط و مقرمش وهش جداً ويؤكل مع بطاطس مسلوق مع أنواع شتني وصلصات مختلفة
شباتي: وهذا خبز من شمال الهند يصنع من طحين القمح الكامل ويخبز على الصاج
سامبر: يقترب من شوربة العدس ويحتوي أنواع كثيرة جداً من الخضار ولذا يعتبر من أكثر أنواع الأكل فائدة للصحة بسبب ما يحتويه من فيتامينات وبروتينات بسبب الخضار والعدس
شتني (“سمبل” في سريلانكا): وهذه كلمة عامة يمكن القول أنها “صلصة” تختلف باختلاف مكوناتها التي لا حد لها وهي أنواع كثيرة. منها على سبيل المثال يوجد “شتني جوز الهند” و”شتني نعناع” و”شتني المنجا” و “شتني كزبرة” و”شتني فلفل” وكل ما قد يخطر في بالك. وهذه الأنواع منها الحار جداً ومنها ما هو حلو المذاق. وهذه الأنواع تؤكل مع أنواع الطعام المختلفة وكثيرا ما يقدم أكثر من نوع منها خصوصا في أكل جنوب الهند.
هناك أيضاً نوع من المعجنات يصنع من أنواع طحين العدس والأرز ويشبه الشعيرية ويعتبر من أساسيات المطبخ السيلاني ويؤكل مع أنواع من الكاري كثيرة المرق خصوصا “هودي كاري” (الكاري الأبيض)
بعد هذه المقدمة الضرورية ربما أتعرض للمطعمين الموجودين في الجبيل (البلد) وهما بجوار بعض ويقدمان تقريبا نفس الوجبات حيث يمكنك طلب دوسا أو باروتا أو شباتي ومعه ما يلزم من السامبر وأنواع الشتني والتي عادة يقدموها في كميات صغيرة جداً كعينات. لكن لا تقلق فبمجرد أن يفرغ أحد الآنية تجد من يأتي ليملأه من جديد وكل ذلك في مقابل “ثلاث ريال” فقط وهو في العادة مشبع للفرد العادي.
أول هذين المطعم هناك كافتريا “ريا” (لا يحضرني الاسم المكتوب بالعربي الآن) أما الآخر فهو مطعم “العجمي” ويقعا في شارع الأمير مساعد بن عبدالعزيز المتفرع من شارع جدة في حي الصفاة في الجبيل.
“ريا” يتميز عن “العجمي” بأنه يقدم الشتني الحار جدا بينما ما يقدم في “العجمي” هو فقط متوسط الحرارة وإن كان السامبر المقدم في “العجمي” أكثر كثافة من ذلك في المطعم الآخر وشخصياً فقد فضلت طعمه ولا أدري أيهما هو الأقرب للوصفة الأصلية.
كلا المطعمين يتميزان بطاقم ودود ولطيف سيما مع المواطنين حيث نُعامل في هذين المطعمين كالسياح الأجانب!
طبعاً ديكور وأثاث المطعمين متواضع ولكن من الجدير بالذكر أن أمثال هذه المطاعم التي يرتادها عدد كبير من الزبائن وتقدم عدد محدود نوعاً ما من الوصفات تكون أكثر أماناً من تلك الفخمة التي يرتادها القليلون رغم أن المظهر الخارجي يوحي بالعكس. فإن أمثال هذه المطاعم يكون جميع ما فيها طازج ومعد بشكل يومي في الغالب الأعم بينما تلك الفخمة كثيراً ما تلجأ للبرادات مما يزيد من نسب الإصابة بالتسمم فيها.
أنصح هواة الطعام اللذيذ ممن لديهم روح المغامرة والرغبة في التجربة والتعرف على الجديد بزيارة هذين المطعمين والتعرف على ما فيهما من وجبات غريبة ولذيذة حيث أن هذه الوجبات تمثل حضارة راسخة في أعماق الزمن.