احمد السماري

“مدوا فرشهم وتوسد كلٌّ همهُ وأحلامه، شخصوا بعيونهم نحو النجوم، وناموا وأصوات تحتة السيل في وادي قريته العطشى في نجد تداعب خيالاته، وهسهسته وهو ينساب في سواقي مزرعته بصفاء وخفاء، يسمعها زيد في منامه، وهو يمشي تحت فيء أشجار نخيلها وأطراف سعفها يحتك بعضها ببعض بلطف مع نسيم رقيق لا يُشعر به، ومن تحت السعف تصدر صريراً يحدث صوتًا خفيفًا كما لو أن النخيل يخبر بعضه بعضًا باستبشار عودة صاحب الجنة إليها بعد غياب.”
― الصريم

“إنهم الأجانب الهاربون من أقدارهم إلى غربة اختاروها، تموء فيها أحزانهم، حتى يكاد صوت الحزن أن يبح، في الغربة لا قدرة لأحد أن يحتضن أوجاعه ولا احتواء تبعثره، هم دائما الدخلاء الهاربون من جراحهم، اللاجئون من أوطانهم”
― أحمد عبدالعزيز السماري, الصريم

“لقد أتيت من قرية نجدية محاصرة بأسوار الموت: الجوع، والمرض، والعزلة، والجفاف، الفقر مستفحل في كل منحى من مناحي قريتي، تتعلم منذ الولادة التدبير والاقتصاد في كل شيء، كل ما يكلف مالًا حتى لو كان قليلا فهو غالٍ، لا شيء رخيص غير آلام الناس.”
― أحمد عبدالعزيز السماري, الصريم

“إن الغربة يا أمي ليست إرادة وإنما إجبار، فلا أحد يحب العزلة أو يستأنس بالوحشة، ولكنه الخذلان يجعلك تبحث في نفسك عما يغنيك عن الناس، لأن في وجودهم عدما، وفي غيابك عنهم احتمالية للوجود.”
― الصريم