“قال لي والدي ذات مرة: " لقد سمّيناك آمال بالألف الممدودة؛ لأن الاسم بالهمزة يعني أملا واحدا فقط،أمنية واحدة،أنتِ أكثر من ذلك بكثير! وضعنا كل آمالنا فيكِ! آمال،بالألف الممدودة،تعني:الآمال، الأحلام،كثيرا منها ".”
― Mornings in Jenin
― Mornings in Jenin
“أطيرُ بجناحَيْ الغيم وأحلمُ كما لم أحلم أبدًا.
كم يلزمني من الوقت لأدركَ أنّ الحياةَ واحدة لا ترضى القسمة. وأنّها بسخاءٍ تأتي، لا مُبهمَ يُفسّرها، وبسرعةِ الريحِ تعود. تمضي حيثُ تشاء، لا تلتفت نحوَ نحيبٍ أو بكاء. للذاكرة طعم الراحة بعدَ خسارة العُمر. نتشبّثُ بها، شجرة الموت لا أكثر. لا زمنَ إلا الآن والآن يمضي سريعًا محمولاً على سرجِ القلبِ المهزوم كاللحظة الفاتنة التي تعبرُ في النسيان. كلما استيقظتُ شرعت نافذةَ القلب على السماءِ والحلمِ وبعض ألوان الغيم. أتمادى قليلاً. لا أصنعُ ترتيبًا لليوم سِوى أنّي أعرفُ أنه إنْ مضى بدوني سأموت. ثمّ أفتح النافذة بالضبط كما تفعل أمي وأصبّح على الطير والشجر والبنفسج وأتعطّر بالتربة المُندّاة وشجرة المسك التي جئتُ بها من أرضي الأولى التي صحّرتها يدٌ من حجر. ألتفتُ نحوَ الصباح وهو يفتحُ قلبَه باتساع عينيه. تُشرق ابتسامتَه. قبلَ أن يمنحَها لي، أسرقُها منه، تعلمتُ درسَه كطفلٍ عنيدَ الزمن ليس إلا ما تصنعُه أيدينا والرياح التي ترمينا كما نشتهي. لا خيارَ في عبورنا، فالحياة مسافة من حرير لكنّ عمرها مثل الغيمة. أحضنُها بشوق العاشق المجنون، إذ أسرّ ليَ الصباحَ ذات فجر. لا تترُكها تمضي وأنتَ تنظرُ إليها بعينين فارغتين. لنْ ترى ما ترى، عليكَ أن ترى ما لنْ ترى. الحياة نأخذها قبل أن يسرقنا غيابَها. الحياة لمسةُ شاعرٍ يقولُ شمسًا ثمّ يمضي ولا يسأل. لا يسأل عمّن تضي، فهي تعرف الذي يعرفها. لا تطلبُ من الغيمة أن تشرحَ لكَ كيف تسير. افعل. خُذها كما تأخذ معشوقة في عزّ دوار العشق. كثرةُ السؤال تُفني متعةَ السؤال وتقتلُ سرَّ الدهشة. الحبُّ حماقةٌ كبرى لا شيءَ يشبهها. تأتي وتذوبُ ثم تقفز من أعالي الروح بجناحيْ فراشة.. اجعل من حبك معبرَك الأوحد، ستحرقُ جلدك لكنها تبقي ختم فِتنتك في وجه عاصفة الأحقاد وتنقش على الزمن أنّ إنسنا مرّ من هنا ربما كان شاعرًا لأنه تعرّفَ عليّ بلا سؤال. يومُ يمضي، وآخرٌ يعقبه، وثالثٌ لا يسألُ عنا، ورابعٌ يخطيءُ مسلكَه نحونا، وخامسٌ يُسرَق منا، وسادسٌ أخطأنا عندما سألناهُ عمِّا يُخفيه لنا، وسابعٌ أقفلَ الأسبوعَ ومضى لأنه شم أننا سنرهبه. لنا في الزمنِ حق، نحن يوقد شعلته أو يطمسها. شجرةٌ تسكنها وريح تأخذنا نحو مشاءات القلب. لن يهربَ الوقت بأسراره. سينزل من سلطان مساراتِه لنعيشَه إذ لا نتركَ فسحةً لسؤال أو لنسمةٍ تسرق منا ما انتظرنا وصولَه بشغف. أنا الذي رأيتُ الموت أستطيع أن أروي كما قدماءَ الحكاية. عندما لمحتُه يدخل من فجوة الباب قمت عاريًا وتمسكتُ بالحياة، لا لأنها ملاذي الأخير، لكنها كانت أولَ من رأيتُ عندما سدّ الظلام كلّ فجوات النور. مرّ الموت بالقرب مني ولم يسألني أبد، لكني رأيت في ملمح وجههِ بعض رماد من نار خفتتْ بينَ كفّيه. وعندما كنتُ منهمكًا في يومٍ أنحته ثانية بثانية، أحرثُ الأرض واشدو مع الطير وأتضبط ميزانَ الشوق، وألبسُ ماءَ السواقي، وأسابق غيمةَ الطفولة، وأنظر إلى وشمِ أمي لكي لا تهربَ مني تفاصيلُ الشجر المعرش في وجهها ومعصميْها، وعلامات أجدادي من البربر الذين مروا على بؤبؤ العين فوضعوا فيه قطرة الزرقة فيه ونورًا يُشبهُ شمسًا صغيرة. لم أُعِر الموتَ انتباهي ومضيت، أشرقُ فرحًا وحنينًا. أسترجعُ بسمةً مرّتْ ذات زمن ولم أُعرها كلّ حواسي، قبلة ضاعت مني وجهتها، لأن عمايَ كان أكبر مني. أصرخُ بأقاصي الصوت، على القبلة أن لا تصبح عادية كملح الطاولة وإلا ستموت. على اللمسة أن تشعلَ فينا الروح وإلا فهي كاذبة. على الجسد أن ينسى حدوده، ويصبح طيرًا في أعالي المنتهى. أن ينفض غبارًا ألصقته به رزايا الخيبة وشجون العادي. للجسد حقٌ في الحلم قبل أن ينفضَ التراب، ويُخلي اليقين من اليقين، وينتعلَ جنونًا لا عهدَ لهُ به. كم نخسرُ من وقتٍ نقتلُ فيه همسًا كانَ لنا. وكم تخسرُنا الحياة إذ تمضي مثقلةً بهزائمنا....
غدي اليومَ وليس البارحة لا ترميهِ نحو الآتي. فلا آتيَ إلا ما نُنشدهُ الآن. الآن الآن.”
―
كم يلزمني من الوقت لأدركَ أنّ الحياةَ واحدة لا ترضى القسمة. وأنّها بسخاءٍ تأتي، لا مُبهمَ يُفسّرها، وبسرعةِ الريحِ تعود. تمضي حيثُ تشاء، لا تلتفت نحوَ نحيبٍ أو بكاء. للذاكرة طعم الراحة بعدَ خسارة العُمر. نتشبّثُ بها، شجرة الموت لا أكثر. لا زمنَ إلا الآن والآن يمضي سريعًا محمولاً على سرجِ القلبِ المهزوم كاللحظة الفاتنة التي تعبرُ في النسيان. كلما استيقظتُ شرعت نافذةَ القلب على السماءِ والحلمِ وبعض ألوان الغيم. أتمادى قليلاً. لا أصنعُ ترتيبًا لليوم سِوى أنّي أعرفُ أنه إنْ مضى بدوني سأموت. ثمّ أفتح النافذة بالضبط كما تفعل أمي وأصبّح على الطير والشجر والبنفسج وأتعطّر بالتربة المُندّاة وشجرة المسك التي جئتُ بها من أرضي الأولى التي صحّرتها يدٌ من حجر. ألتفتُ نحوَ الصباح وهو يفتحُ قلبَه باتساع عينيه. تُشرق ابتسامتَه. قبلَ أن يمنحَها لي، أسرقُها منه، تعلمتُ درسَه كطفلٍ عنيدَ الزمن ليس إلا ما تصنعُه أيدينا والرياح التي ترمينا كما نشتهي. لا خيارَ في عبورنا، فالحياة مسافة من حرير لكنّ عمرها مثل الغيمة. أحضنُها بشوق العاشق المجنون، إذ أسرّ ليَ الصباحَ ذات فجر. لا تترُكها تمضي وأنتَ تنظرُ إليها بعينين فارغتين. لنْ ترى ما ترى، عليكَ أن ترى ما لنْ ترى. الحياة نأخذها قبل أن يسرقنا غيابَها. الحياة لمسةُ شاعرٍ يقولُ شمسًا ثمّ يمضي ولا يسأل. لا يسأل عمّن تضي، فهي تعرف الذي يعرفها. لا تطلبُ من الغيمة أن تشرحَ لكَ كيف تسير. افعل. خُذها كما تأخذ معشوقة في عزّ دوار العشق. كثرةُ السؤال تُفني متعةَ السؤال وتقتلُ سرَّ الدهشة. الحبُّ حماقةٌ كبرى لا شيءَ يشبهها. تأتي وتذوبُ ثم تقفز من أعالي الروح بجناحيْ فراشة.. اجعل من حبك معبرَك الأوحد، ستحرقُ جلدك لكنها تبقي ختم فِتنتك في وجه عاصفة الأحقاد وتنقش على الزمن أنّ إنسنا مرّ من هنا ربما كان شاعرًا لأنه تعرّفَ عليّ بلا سؤال. يومُ يمضي، وآخرٌ يعقبه، وثالثٌ لا يسألُ عنا، ورابعٌ يخطيءُ مسلكَه نحونا، وخامسٌ يُسرَق منا، وسادسٌ أخطأنا عندما سألناهُ عمِّا يُخفيه لنا، وسابعٌ أقفلَ الأسبوعَ ومضى لأنه شم أننا سنرهبه. لنا في الزمنِ حق، نحن يوقد شعلته أو يطمسها. شجرةٌ تسكنها وريح تأخذنا نحو مشاءات القلب. لن يهربَ الوقت بأسراره. سينزل من سلطان مساراتِه لنعيشَه إذ لا نتركَ فسحةً لسؤال أو لنسمةٍ تسرق منا ما انتظرنا وصولَه بشغف. أنا الذي رأيتُ الموت أستطيع أن أروي كما قدماءَ الحكاية. عندما لمحتُه يدخل من فجوة الباب قمت عاريًا وتمسكتُ بالحياة، لا لأنها ملاذي الأخير، لكنها كانت أولَ من رأيتُ عندما سدّ الظلام كلّ فجوات النور. مرّ الموت بالقرب مني ولم يسألني أبد، لكني رأيت في ملمح وجههِ بعض رماد من نار خفتتْ بينَ كفّيه. وعندما كنتُ منهمكًا في يومٍ أنحته ثانية بثانية، أحرثُ الأرض واشدو مع الطير وأتضبط ميزانَ الشوق، وألبسُ ماءَ السواقي، وأسابق غيمةَ الطفولة، وأنظر إلى وشمِ أمي لكي لا تهربَ مني تفاصيلُ الشجر المعرش في وجهها ومعصميْها، وعلامات أجدادي من البربر الذين مروا على بؤبؤ العين فوضعوا فيه قطرة الزرقة فيه ونورًا يُشبهُ شمسًا صغيرة. لم أُعِر الموتَ انتباهي ومضيت، أشرقُ فرحًا وحنينًا. أسترجعُ بسمةً مرّتْ ذات زمن ولم أُعرها كلّ حواسي، قبلة ضاعت مني وجهتها، لأن عمايَ كان أكبر مني. أصرخُ بأقاصي الصوت، على القبلة أن لا تصبح عادية كملح الطاولة وإلا ستموت. على اللمسة أن تشعلَ فينا الروح وإلا فهي كاذبة. على الجسد أن ينسى حدوده، ويصبح طيرًا في أعالي المنتهى. أن ينفض غبارًا ألصقته به رزايا الخيبة وشجون العادي. للجسد حقٌ في الحلم قبل أن ينفضَ التراب، ويُخلي اليقين من اليقين، وينتعلَ جنونًا لا عهدَ لهُ به. كم نخسرُ من وقتٍ نقتلُ فيه همسًا كانَ لنا. وكم تخسرُنا الحياة إذ تمضي مثقلةً بهزائمنا....
غدي اليومَ وليس البارحة لا ترميهِ نحو الآتي. فلا آتيَ إلا ما نُنشدهُ الآن. الآن الآن.”
―
المثقف العربي
— 3537 members
— last activity 10 hours, 48 min ago
إذا كانت التمارين الرياضية ضرورية للحفاظ على صحة جسم الإنسان وسلامته، فإن القراءة تُعد تمرينًا ممتازًا للحفاظ على صحة العقل. فالقراءة تتطلب مجهودًا ذه ...more
الكتب العربية على أمازون كيندل - Amazon Kindle Arabic books
— 1890 members
— last activity Oct 01, 2025 04:52AM
أما أمازون كيندل فهي سلسلة من أجهزة القراءة الإلكترونية التي صممتها وسوقتها شركة أمازون. تمكّن أجهزة أمازون كيندل المستخدمين من تصفح وشراء وتنزيل وقرا ...more
G ℤone Book Cℓub
— 59 members
— last activity Jun 30, 2024 02:16PM
أهلا بڪ معنا جي زون نادي قراءة افتراضي ، مجموعة صغيرة من القراء نجتمع عدة مرات بالأسبوع في جلسات قراءة جماعية نتناول فيها تصنيفات متنوعة من الكتب. ...more
Afnan’s 2024 Year in Books
Take a look at Afnan’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends…
Favorite Genres
Polls voted on by Afnan
Lists liked by Afnan






















































