“وقد تكلم الملوك العلويون الأمازيغية إلى مولاي يوسف، وكانت الأمازيغة لغة يومية في البلاطات المغربية ولدى الطبقة السياسية عبر العصور، ولم ينقلب الوضع إلا في فترة الحماية عندما تحالف "المخزن" مع عائلات البرجوازية المدينية لكسر شوكة القبائل المقاومة، وهو سياق أدى إلى وضع برنامج لـ"تعريب" المغرب وتحويل هويته بعد الاستقلال.”
―
―
“فتحميل اللغة العربية مسؤولية المشاكل التي تعاني منها لا يجوز، لأن ذلك لا يرجع إلى نقص في اللغة ذاتها بل إلى تقصير العقل الذي يستخدمها، وما دام هذا العقل مصرا على عدم مراجعة بديهياته المعرفية وأساليبه في العمل والتفكير فإن اللغة العربية لن تغادر أبدا وضعيتها المتأزمة.”
―
―
“ويمكن القول إن النصوص التاريخية تفيدنا بأن السلطان المغربي آنذاك الذي هو مولاي سليمان اعتنق فعلا الوهابية مما ألقى بظلال من التوتر على علاقته بالجوار القبلي الأقرب إليه وهو قبائل الأطلس المتوسط المحيطة بفاس ومكناس، وبسبب تفشي هذه العقيدة العنيفة بين حاشيته والمقربين إليه، فقد اعتبر المحيط المخزني آنذاك القبائل المذكورة من «المجوس المارقين»، وأعلن الجهاد ضدّها بالطريقة الوهابية المتداولة آنذاك في جزيرة العرب.
انتهت الحرب بين الطرفين بانهزام السلطان وحاشيته التي عادت منكسرة إلى فاس، وتركت السلطان أسيرا بين يدي الأمازيغ، الذين عاملوه معاملة حسنة وأكرموه، وشرعوا في تعريفه بتقاليدهم وعاداتهم وقوانينهم وطريقتهم في تدبير شؤون الجماعة وحلّ مشاكلها، والهدف هو دفع الملك إلى المقارنة بين تقاليد القبائل وتقاليد المخزن وحاشيته، لكي يدرك أسباب عدم التفاهم بين الطرفين.
عاد السلطان إلى عاصمته وقضى زمنا في التأمل والتفكير والتدبر، لينتهي اختياره إلى اعتزال الحكم، تاركا رسالة هامة إلى أهل فاس مما ورد فيها «يا أهل فاس إن شئتم أمان أنفسكم فعليكم بحلف البربر فإن لديهم قوانين تحمي من الظلم».”
―
انتهت الحرب بين الطرفين بانهزام السلطان وحاشيته التي عادت منكسرة إلى فاس، وتركت السلطان أسيرا بين يدي الأمازيغ، الذين عاملوه معاملة حسنة وأكرموه، وشرعوا في تعريفه بتقاليدهم وعاداتهم وقوانينهم وطريقتهم في تدبير شؤون الجماعة وحلّ مشاكلها، والهدف هو دفع الملك إلى المقارنة بين تقاليد القبائل وتقاليد المخزن وحاشيته، لكي يدرك أسباب عدم التفاهم بين الطرفين.
عاد السلطان إلى عاصمته وقضى زمنا في التأمل والتفكير والتدبر، لينتهي اختياره إلى اعتزال الحكم، تاركا رسالة هامة إلى أهل فاس مما ورد فيها «يا أهل فاس إن شئتم أمان أنفسكم فعليكم بحلف البربر فإن لديهم قوانين تحمي من الظلم».”
―
“هذه الفترة التي تلت الحروب الأولى هي التي أصبحت إطارا لانتشار الإسلام انتشارا سلميا عبر عمل الفقهاء الأمازيغ والدعاة، حيث لم ينجح العرب الأمويون في نشر الدين الإسلامي لاهتمامهم أكثر بالصراع على الغنائم والرقيق، الرهان الرئيسي للحكم الأموي آنذاك، دون أن ننسى طابع العصبية القبلية العربية الذي قامت عليه دولة بني أمية، والتي مثلها أحسن تمثيل وُلاة وقادة جيوش أمثال عقبة بن نافع وعبيد الله المرادي وابن الحبحاب وغيرهم.”
―
―
“ومكمن الغلط في هذا الخلط الذي وقع فيه هؤلاء هو أنهم لم ينتبهوا إلى أن الاصطدام الأول بين العرب الأمويين والأمازيغ لم يعرف استيطانا للعرب في بلادنا، حيث كانت الحروب تنتهي إما بانتصار الأمازيغ وطرد العرب الغزاة، أو بانتصار العرب وتنصيب أحد الولاة الذي تكون مهمته أساسا الحرص على بعث الغنائم والرقيق إلى الخليفة في دمشق، مما كان يحذو بالأمازيغ إلى الاستمرار في المقاومة إلى أن يندحر العرب من جديد ويعودون من حيث أتوا، وهو الصراع الذي استمر بدون هوادة ولم يتوقف إلا بانهيار دولة الأمويين واستقلال المغرب عن المشرق استقلالا سياسيا تاما مع ثورة ميسرة المدغري كما هو معلوم، حيث انطلق الأمازيغ المغاربة في بناء دولهم المستقلة في إطار الإسلام السني أو في إطار المذهب الشيعي أو الخارجي أو ديانات خاصة ـ كما هو شأن برغواطةـ ابتداء من 123 هجرية، فأسسوا إمارات عديدة عرفت ازدهارا كبيرا إلى أن جاء المرابطون الذين اكتسحوا رقعة واسعة.”
―
―
Youssef’s 2025 Year in Books
Take a look at Youssef’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
Favorite Genres
Polls voted on by Youssef
Lists liked by Youssef



