

“إن الانسان لم يعد ينتج البضائع فقط بل الحاجات أيضاً ! ماذا نقصد بهذا
لقد كان للإنسان دائما حاجات: يريد أن يأكل ويشرب ويسكن في منازل جميلة ... لكن عندما ننظر اليوم من حولنا نلاحظ الأهمية الكبيرة التي أخذها الإشهار /الدعاية والتلفيق. وحاجيات/ رغبات الانسان لم تعد تقريباً تأتي منه بل خارجاً عنه. وحتى الذي ليس في حاجة أي شيء يشعر بأنه فقير أمام الركام الهائل مما يعرض من المنتجات، التي قد يكون في حاجة لها. ليس هناك أي أدني شك أن تنجح الصناعة في صنع الحاجات التي عليها أن تلبيها، اذا كانت تريد ان تستمر، يعني اذا ارادت أن تستمر في الربح. يتأسس الاقتصاد الحالي على الإنتاج الأقصى وعلى الاستهلاك الأقصى. فما كان يعتبر بالنسبة لأجدادنا في القرن 19 ثقلاً، لا يمتلك المرء الكافي لاقتنائه، لم يعد اليوم مشكلة. ومن ليس له حاجات اليوم ليس له قروض، لا يشتري إلا ما هو ضروري، فإنه يصبح عنصراً مشبوهاً فيه سياسياً وإنساناً خاصاً. من لا يمتلك في أميركا جهاز تلفاز فأنه دون قيمة، ولا يكون ظاهرياً عادياً. لكن أين يقود كل هذا؟ إن الارتفاع الصاروخي للاستهلاك سينتج نوعاً من الإنسان سيكون مثالاً للأخرين، وقد يكون هذا الأخير بمثابة دين جديد، وهو دين عالم الجنة. إذا سأل المرء إنساناً ما حالياً كيف يتصور الجنة ؟ فأنه سوف يتصور محلاً تجارياً كبيراً فيه كل شيء، يمتلك فيه الإنسان دائماً النقود ليشتري كل ما يريده – أكتر مما اشتراه جاره – يريد الإنسان، عندما يسأل، حيازة المزيد. وإذا أراد المرء أن يكون الأحسن، فلا بد عليه إذن أن يمتلك أكثر من الاخرين. وإذا تسائل المرء هل سنصل في مرة من المرات إلى ما فيه الكفاية ؟ فأن سؤاله هذا سيموت تحت أنقاض إنتاج سريع ووافر وتحت استهلاك يصعد دائماً. وعلى الرغم من أن أغلبية الناس في هذا النظام الاقتصادي يمتلكون أكثر مما هم في حاجة إليه، فأنهم يشعرون بأنهم فقراء، لأنهم لا يسايرون سرعة وكثافة ال”
―
لقد كان للإنسان دائما حاجات: يريد أن يأكل ويشرب ويسكن في منازل جميلة ... لكن عندما ننظر اليوم من حولنا نلاحظ الأهمية الكبيرة التي أخذها الإشهار /الدعاية والتلفيق. وحاجيات/ رغبات الانسان لم تعد تقريباً تأتي منه بل خارجاً عنه. وحتى الذي ليس في حاجة أي شيء يشعر بأنه فقير أمام الركام الهائل مما يعرض من المنتجات، التي قد يكون في حاجة لها. ليس هناك أي أدني شك أن تنجح الصناعة في صنع الحاجات التي عليها أن تلبيها، اذا كانت تريد ان تستمر، يعني اذا ارادت أن تستمر في الربح. يتأسس الاقتصاد الحالي على الإنتاج الأقصى وعلى الاستهلاك الأقصى. فما كان يعتبر بالنسبة لأجدادنا في القرن 19 ثقلاً، لا يمتلك المرء الكافي لاقتنائه، لم يعد اليوم مشكلة. ومن ليس له حاجات اليوم ليس له قروض، لا يشتري إلا ما هو ضروري، فإنه يصبح عنصراً مشبوهاً فيه سياسياً وإنساناً خاصاً. من لا يمتلك في أميركا جهاز تلفاز فأنه دون قيمة، ولا يكون ظاهرياً عادياً. لكن أين يقود كل هذا؟ إن الارتفاع الصاروخي للاستهلاك سينتج نوعاً من الإنسان سيكون مثالاً للأخرين، وقد يكون هذا الأخير بمثابة دين جديد، وهو دين عالم الجنة. إذا سأل المرء إنساناً ما حالياً كيف يتصور الجنة ؟ فأنه سوف يتصور محلاً تجارياً كبيراً فيه كل شيء، يمتلك فيه الإنسان دائماً النقود ليشتري كل ما يريده – أكتر مما اشتراه جاره – يريد الإنسان، عندما يسأل، حيازة المزيد. وإذا أراد المرء أن يكون الأحسن، فلا بد عليه إذن أن يمتلك أكثر من الاخرين. وإذا تسائل المرء هل سنصل في مرة من المرات إلى ما فيه الكفاية ؟ فأن سؤاله هذا سيموت تحت أنقاض إنتاج سريع ووافر وتحت استهلاك يصعد دائماً. وعلى الرغم من أن أغلبية الناس في هذا النظام الاقتصادي يمتلكون أكثر مما هم في حاجة إليه، فأنهم يشعرون بأنهم فقراء، لأنهم لا يسايرون سرعة وكثافة ال”
―
Mikhail’s 2024 Year in Books
Take a look at Mikhail’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends…
Favorite Genres
Polls voted on by Mikhail
Lists liked by Mikhail