أبو سليمان الخطابي > Quotes > Quote > محمد حمزة liked it
“قلت في إعجاز القرآن وجهاً آخر، ذهب عنه الناس، فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ من آحادهم؛ وذلك أخذه بالقلوب، وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن، منظوماً ولا منثوراً، إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللّذة والحلاوة في حال، ومن الروعة والمهابة في أخرى، ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس، وتنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه، عادت إليه مرتاعة، قد عراها الوجيب والقلق، وتغشّاها الخوف والفَرَق، تقشعر منه الجلود، وتنزعج له القلوب، يحول بين النفس وبين مضمراتها وعقائدها الراسخة فيها. فكم من عدو للرسول صلى الله عليه وسلم من رجال العرب، أقبلوا يريدون اغتياله وقتله، فسمعوا آيات القرآن، فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم، أن يتحولوا عن رأيهم الأول، وأن يركنوا إلى مسالمته، ويدخلوا في دينه، وصارت عداوتهم موالاة، وكفرهم إيماناً.”
― بيان إعجاز القرآن
― بيان إعجاز القرآن
No comments have been added yet.
