Status Updates From طفولة قلب

"وتداعت إلى الذاكرة مواقف تتراوح بين الطَّرافة والإحراج، لكنها جميعًا شاهدة على تلك الأيام وعلى شخوصها وأحداثها".

"ولا تزال صُحبة الناس ومعايشتهم سلوته واحتسابه، يحنّ إليها ويحرص عليها مادام يجد نفسه قادرًا على الاحتمال، حتى إذا بلغ به الأمر إلى الحد الذي يجد التواصل فيه يأكل من نفسه وأعصابه وقد يأتي بنتيجة نقيض ما يريد، تخفّف من ذلك إلى حين اجتماع قواه من جديد".

إلى جوار اليوميات، ثم رصيد من الورق الشخصي من تحضيره للمحاضرات والدروس الأسبوعية ورسائله العلمية، ونتاج قراءاته الطويلة في كتب التراث، وكتب الشريعة والحديث النبوي خاصة، ومسودات لمؤلفات، أو مشاريع قادمة، ومراسلات بينه وبين شخصيات علمية أو دعوية من داخل البلد أو من خارجه، وخطابات من جهات وأشخاص تتضمن مقترحات أو ثناء أو نقدا أو نصيحة أو خبرا أو طلب مساعدة..(١/٢)

متى يكون الذي أرجو وآمله
أما الذي كنت أخشاه فقد كانا!

:"(

وأرمضته الأشواق التي لا يزيدها الوصل القليل إلا اشتعالا ...

"يذهب لحضن أمه ويقعد فيه.. يتجرأ على سؤال يخاف من جوابه: ماما .. بابا طلع من السجن ولا أنا كنت أحلم!"

يأوي إلى منزله الصغير المؤجر، كل شيء هنا جميل ورائع، يا لها من عذوبة حين تلاعب صبيك دون رقيب يحسب عليك الوقت حين تفتح مزلاج الباب بيدك ولا يوجد رجل أمن يتقدمك ليقوم بذلك، وحين تتعامل مع الحنفيات العادية، وتمسك الأكواب بيدك حتى لو كانت من زجاج، أنت هنا أهل للثقة المفتاح هذه المرة طيع ..(١/٢)

يكتب كل فرد ما يناسبه بعد الاتفاق على الإطار العام، ويتم تسليم الخطابات في شهر رمضان. أشار هو إلى مبدأ السمع والطاعة بالمعروف، وثنى بالأمن وأهميته وضرورته للفرد والجماعة.
وأكد على مبدأ نبذ العنف الذي كان ولا يزال - يؤكد عليه ويدعو إليه، وضمن حديثه أهمية الدعوة ونشر الفكر الصحيح والتطلع إلى تمكينه من أداء هذا الدور والقيام به على أكمل وجه، والمشاركة في التأثير على الشباب بالدرس والمحاضرة والخطبة والندوة وغيرها.

تريد أن تتظاهر بالقوة والعفوية، فتغلبها الطبيعة المسكونة بالحب!

الصحبة آنست وحشته وطمأنت خوفه ورأى بعينه أثرها الجميل جعلت نار الوحدة بردًا وسلامًا، وأبدلت خوف الحياة أمنا، وسترت أعظم ما كان يحاذره ويتقيه، وكأنه لم يكن، مع أنه باد للعيان، منطوق به على أكثر من لسان مكتوب مدون.

"هل تعرف كيف تموت منتصرًا؟ توقف عن تسجيل الأخطاء والمظالم التي وقعت لك، وإذا كنت في خلاف مع شخص ما؛ فاتخذ المبادرة، وواجه المشكلة، واطلب الصفح."

منظور الضحيه يعتبر من اكبر البلاوي اللي ممكن،الواحد يعملها في نفسه!
بيحبسه في حته صعب جدا يطلع منها والاسوء أنه مش بيبقي شايفها اصلا !
فالتوقف عن تسجيل المظالم فكرة كويسه :)

مشاعرك الفياضة، وعواطفك الجياشة وأحاسيسك المرهفة قد حلقت بي فوق الغمام....
لقد غابت بعدكم بهجة القلب، وغاضت مسرة النفس، وانعدم بهاء الأيام، ولن ينتزع أشواك الحزن من قلبي إلا الاجتماع بكم.....
في اليوم الذي أسمع فيه صوتك الندي الشجي أطير فرحا، وأظل سعيدا يومي ذاك كله....
هل رأيت إنسانا تخلى عن قلبه النابض أو روحه المتوقدة؟ أنت قلبي وروحي، والتخلي عنك تخل عن الحياة ذاتها، واستسلام للموت الناجز البغيض ...

ويكتب ما لم يفهمه، ثم يبحث عن معناه بواسطة الجهاز اليدوي الصغير (المعجم).
وقد يُعلق متأفقا من بعض الجمل والعبارات.. ويكتب.
(He drinks a bottle of wine)
(نعوذ بالله منكم ومما تشربون)
هذه العادة هي ماكان يسميها المهتمون بالكتب في التراث بالتسويد... وهو التعليق على ما تقرأ، وملؤه بالحواشي والمعلومات والرأي الشخصي.. حتى كان أحدهم يقول: «لا يبيض الكتاب حتى يسود» ويقصد من كثرة التعليقات والحواشي.

العراك بين الأكسنت الأمريكي، ونظيره البريطاني على أشده في حقول التعليم،أما هو فظل عاجزا عن تجاوز الأكسنت القصيمي)، وعاجزا عن تحديد نقاط الاختلاف بينه وبين الآخرين، وإن كان سمعه ينبو عن نطق لم يألفه.

اللهم ارزقنا القوة على تغيير ما يمكن تغييره من عيوبنا، وارزقنا الصبر على ما لا يمكن تغييره، وارزقنا الحكمة التي نميز بها بين هذا وذاك. أعجبه هذا الدعاء وظل يردده، فانشغالاته صنعت ثغرات طالما تمنى أن يسدها، ونقائص طالما حلم برحيلها.

يستعيد جلسته الأخيرة التي لم يره بعدها وحينما تذهب روحه لزيارة قبره التائه بين القبور، يجد زغب الكف الصغيرة تحولت لنبتات خضراء على قبره.
وَكَفَّاكَ حِينًا تَعْبَتَانِ بِعَارِضِي
وَحِينًا عَلَى كَثْفِي وَحِينًا عَلَى صَدْرِي
أَرَى فَمَكَ الحَلْوَ المَعَطَّرَ فِي فَمِي
كما اعْتَدتُ هَذَا الْحُبَ مِنْ أَوَّلِ البر
وَتُفْرِحُنِي أَطْيَافُكَ الْخُضْرُ إِنْ بدت
مُضَمَّخَةٌ، أَهْلًا بِأَطْيَافِكَ الْخُضْرِ
(١/٢)

أنسباؤه في زيارة عاجلة، والحزن على ملامحهم، وعيناه تنتقلان بسرعة تبحثان عن سر، ودقات القلب تهبط ثم تعلو .. هل أصاب العصافير سوء؟
أبدا نبشرك أن محمدا بخير .
- وعبد الرحمن ؟!
- هو في المستشفى
ونحن وهو تحت رحمة الله !

يعرف من نفسه أنه لا يستوعب أبعاد الحدث للوهلة الأولى، وقد تبدو مشاعره متجمدة إزاء موقف يتطلب الانفعال، وعزاؤه دوما أن الصبر عند الصدمة الأولى ..

(١/٢)

"لا أظنني نجحت في التعبير عما في قلبي تجاهك.

إنك مقيم في أحلامي !"

هو طفولة قلب اسم منطقي جدا لقد ايه الكتاب ده من القلب ! هو خالع لعباءه الشيخ تماما، الكتاب صادق و بريء !

كلما تغرق نفسه في أشغاله ولقاءاته كان ينتشلها بهذه الطفولة الجميلة في عيونهما، فيجلس إليهما ويتعلم كيف يكون. جرت عادته أن يصحبهما في مركبته، أو في مجلسه العامر بالزوار، وهما يجدان الجرأة لتخطي الحضور للوصول إليه، والقعود على فخذيه بكل حبور .. غير عابئين بوشوشة الكبار.. وتحذيرات الآخرين، فقربهما منه لا يحتاج بطاقة دخول. وعندما يغدو إلى مسجده على بعد أمتار من منزله؛ يركضان وراءه، ويقعدان حيث يشير إليهما

سمع صوتها لأول مرة قبل بضع سنوات من الأحداث التي عصفت بهم، وفرقت بينهم ، سمعه عبر أسلاك الهاتف ينساب كما الري البارد لظامئ عطشان ، بعد الكلام يأتي الموعد، فالابتسامة، فاللقاء.

وحين جاءه الفرج الحقيقي طلب من أخيه أن يذهب لأهله، ويسمح له بوقت للتسوق ! (سوق حراء) مقصده، ليشتري ملابس جديدة وليفا وصابونا وشامبو وحذاء، ويضعها في كيس...
صاحب التاكسي ينظر باستغراب.. ما الخبر ؟! من أين خرج هذا المخلوق؟ إنه يحملق في الأشياء وكأنه يراها لأول مرة، وشكله لا ينتمي إلى هذا العالم.. الشعر الكث المنفوش المنسدل إلى الكتفين على غير ترتيب الثوب البالي الذي لا عهد له بالغسيل والكي، الحذاء (الشبشب)

دعي ذات مرة، وظن أنه الفرج، سمح لنفسه أن يفرح، وإن كان الفرح متأخرا، وودع أصدقاءه، وعزاهم بأن الدور آت إليهم، وقريبا سيراهم في الهواء الطلق، وخرج ليدخل غرفة مضاءة وآلات تصوير جاهزة!

بدت ملخصا للعلاقة الإنسانية التي تبدأ بجيرة أو زمالة أو شراكة أوتتلمذ، ولكنها تسمو لتصبح وصال روح بروح، وتمازج نفس بنفس وتبقى حين تزول الأسباب التي صنعتها ؛ فالحب لا يعرف المشارطة ، هو إحساس الاستثناءات والأسباب.
جعلت للحروف والألفاظ معنى إضافيا يتلبسه كلما مر على أبياتها، هي سطر في سجل الحب عجز المترجمون عن إعرابه، هي علاقة بدأت تسرق أنفاسه منذ اللقاء الأول.

"وأن تتمثل الشجاعة في أن تعتقد كل ما تقول، وليس في أن تقول كل ما تعتقد !"

منظور مميز اعتقد يستحق أفكر فيه شويه !

تعلم كيف يتخلص من الأبهة ورؤية الذات، وكيف يتجرع بعض المواقف التي تبدو أحيانًا وكأنها مساس بالكرامة... جرب أن يحاول اكتشاف نفسه قبل الآخرين، وأنه أقل مما يظنون ،ويخلو من أي شيء مميز.

برنامج للختم والاستذكار، وآخر للتدبر والتفكر، وثالث للتخشع ومعالجة القلب. دورة مكثفة دخلها بغير اختياره امتدت لأكثر من ألف وثمانمائة يوم متصلة، دون إجازة ولا فاصل، الأيام كلها متشابهة، الأعياد وأيام المآتم سواء بسواء، الاختيار فيها كان الله وحده.
يشعر بأنه مدين لتلك الأيام والليالي بالأثر الروحي الذي لامس قلبه، وشحنه بدفعة مهما شغلته عنها تصرفات الحياة، ما زال أثرها باقيا تجربة إيمانية غنية لا تعبر عنها الكلمات.