Status Updates From الحريات العامة في الدولة ال...

إن المشكل السياسي هو مشكل شعب في مواجهة سلطة

لئن كان التشريع الأصلي في دولة الإسلام لإرادة الله ممثلة في النص، فإن للأمة مشاركة فعالة في التشريع التفصيلي وتنزيل المبادئ والمقاصد على الوقائع المتغيرة وهي غير محدودة بينما النصوص محدودة وهي غالباً تنصبّ على المقاصد والتوجيهات العامة وتفسح للأمة الملتزمة والمشبعة بها مجالاً واسعاً للفهم والاختلاف والثراء دون أن يحيف ذلك على وحدتها، وذلك من خلال آليات الشورى.

اذا كانت العلمانية في تاريخ الغرب قد ارتبطت بتحرير العقول من كل القيود وتحرير الشعوب من الحكام المتألهين، وبناء الديموقراطية والمجتمع المدني، فقد ارتبطت عندنا بسيطرة الدولة المطلقة على الدين والعقل والثقافة والاقتصاد والمجتمع فكانت حداثة مزيفة أو علمانية ثيوقراطية.

إنها لكارثة حقيقية أن يبدأ تاريخنا بالشورى لينتهي إلى العصمة والاستخلاف والتغلّب، لأن ذلك إنما يعني شيئا واحداً: تغييب الأمة وتهميشها. وكان ينبغي أن تكون الوصاية الحقيقية وصاية الأمة على الحكام والزعماء والعالم. وإذا بقي هناك من معصوم فليس أحد غير مجموع الأمة.