Status Updates From ديوان عنترة بن شداد

أَيا غَدِير مُنّي بِطَيفِ الخَيالِ

عَلى المُستَهامِ وَطيبِ الرُقادِ

عَسى نَظرَةٌ مِنكِ تَحيا بِها

حُشاشَةُ مَيتِ الجَفا وَالبِعادِ

أَيا اِبنَةَ عِليٍّ كَيفَ التَسَلّي

وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ؟

وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَوماً؟

فَهَل تَسمَحُ الأَيّامُ يا اِبنَةَ عَليٍّ

بِوَصلٍ يُداوي القَلبَ مِن أَلَمِ الصَدِّ؟

وَحَقِّكِ أَشجاني التَباعُدُ بَعدَكُم

فَهَل أَنتُمُ أَشجاكُمُ البُعدُ مِن بَعدي؟

يا دَهرُ لا تُبقِ عَلَيَّ فَقَد دَنا

ما كُنتُ أَطلُبُ قَبلَ ذا وَأُريدُ

فَالقَتلُ لي مِن بَعدِ غِدِير راحَةٌ

وَالعَيشُ بَعدَ فِراقِها مَنكودُ

لَحى اللَهُ الفِراقَ وَلا رَعاهُ

فَكَم قَد شَكَّ قَلبي بِالنِبالِ

أُقاتِلُ كُلَّ جَبّارٍ عَنيدٍ

وَيَقتُلني الفِراقُ بِلا قِتالِ

أَتاني طَيفُ غَدِير في المَنامِ

فَقَبَّلَني ثَلاثاً في اللَثامِ

وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيباً

أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي

وَأَصبُرُ لِلحَبيبِ وَإِن جَفاني

وَلَم أَترُك هَواهُ وَلَستُ أَسلو

عَسى الأَيّامُ تُنعِمُ لي بِقُربٍ

وَبَعدَ الهَجرِ مُرُّ العَيشِ يَحلو

يا غَدِير حُبُّكِ سالِبٌ أَلبابَنا

وَعُقولَنا فَتَعَطَّفي لا تَهجُري

يا غَدِير لَولا أَن أَراكِ بِناظِري

ما كُنتُ أَلقى كُلَّ صَعبٍ مُنكَرِ

وَهاتِفَةٌ شَجَت قَلبي بِصَوتٍ

يَلَذُّ بِهِ الفُؤادُ المُستَهامُ

شُغِلتُ بِذِكرِ غَدِير عَن سِواها

وَقُلتُ لِصاحِبي هَذا المَرامُ

يا غَدِير إنَّ هَواكِ قد جازَ المَدى

وأنا المعنى فيكِ من دون الورى

يا غَدِير حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي

لمَّا جرت روحي بجسمي قدْ جرَى

فَيا لَيتَ أَنَّ الدَهرَ يُدني أَحِبَّتي

إِلَيَّ كَما يُدني إِلَيَّ مَصائِبي

وَلَيتَ خَيالاً مِنكِ يا غَدِير طارِقاً

يَرى فَيضَ جَفني بِالدُموعِ السَواكِبِ

أَشاقَكَ مِن غَدِير الخَيالُ المُبَهَّجُ

فَقَلبُكَ فيه لاعِجٌ يَتَوَهجُ

فَقَدتَ الَّتي بانَت فَبِتُّ مُعَذَّباً

وَتِلكَ اِحتَواها عَنكَ لِلبَينِ هَودَجُ

كَأَنَّ فُؤادي يَومَ قُمتُ مُوَدِّعاً

غَدِير مني هارِبٌ يَتَمَعَّجُ

وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ💔

وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيبُ💔

كُلُّ يَومٍ يُبري السُقامَ مُحِبٌّ💔

مِن حَبيبٍ وَما لِسُقمي طَبيبُ💔

إِذا كانَ دَمعي شاهِدي كَيفَ أَجحَدُ

وَنارُ اِشتِياقي في الحَشا تَتَوَقَّدُ؟

وَهَيهاتَ يَخفى ما أُكِنُّ مِنَ الهَوى

وَثَوبُ سِقامي كُلَّ يَومٍ يُجَدَّدُ

همُ الأحبةُ وإن خانوا وإن نقضوا
عهدي فما حلت عن وجدي ولا فكري

أشكو من الهجر في سرّ و في علنٍ
شكوَى تُؤَثرُ في صلدِ منَ الحجر

لماذا عنترة يصبح غبي عندما يتحدث عن عبلة؟ شاعريته لا تظهر ألا على سيفه وسفك أعدائه☠️

النسخة التي أمتلك بتحقيق محمد الخداش ١٤٤ص، لم أجدها هنا...