Status Updates From اعترافات عبد المتجلي

لم تعد المسألة مسألة ونش مفقود، لأن عبد المتجلي يشعر أنه قد يفقد نفسه هو الآخر، وعندئذ سيفعلون به ما فعلوا بالونش، ويقيدون الحادث ضد مجهول..

تذكر كلمات لبائع كتب هجوز: ((يا بني.. إن زبائني أغلبهم من الفقراء وطلبة العلم.. ملوك الانفتاح لا يقرؤون الكتب.. ولا حتى رجال السلطة.. إنهم لا يحترمون الكلمة المكتوبة إلا إذا كانت أوامر صادرة من أعلى.. وهذه ليست كلمات تزيدك معرفة.. لو قرأ أصحاب الملايين لأفلسوا، بل لما أصبحوا يملكون ذلك كله منذ البداية. لكي تنجحَ في الحياة يجب أن تنشئ لنفسك علوما خاصة بك.. الحياة الفاسدة تتمرد على المعرفة والقيم..))

أدرك بيقين -هذه المرة بالذات- أن ليس له نصير إلا الواحد الأحد

هب الضابط واقفا واقترب منه، وأخذ يدقق البصر، ثم قال في عطف:
"اجلس على هذا المقعد واشرب الشاي.. أنت رجل مخلص يا عبد المتجلي، ولم أجد أحدا في شجاعتك في هذا المكان..

-حدثنا عن جمهورية أفلاطون.
-وما شأني بها؟
-يا عبد المتجلي، وجدنا الكتاب في بيتك.
-إنه مجرد أحلام.. يتحدث عن المدينة الفاضلة.
-وهل هناك أفضل من مدينتنا؟
-الله أعلم..
-يبدو أنك تدعو الشباب القيام بانقلاب لإعلان جمهورية أفلاطون..

لشدّ ما حيرتِني أيتها المحروسة!! لكِ ألف وجه ووجه.. وفيكِ كل التناقضات.. إن في أزقتكِ الرطبة القديمة ما يرد الروح، ويجلو صدأ القلب، ويعيد الثقة إلى النفس.. أيتها المتقلبة.. الحانية القاسية.. الجميلة الصبيحة.. المقبلة المدبرة.. يوماً ما سأجد المفتاح الذي يفض مغاليق قلبك أيتها العرب..

لم يعد يتصور أن بالعاصمة رجالا، فجاء من أعماق الريف حاملا سيف الإرادة الخرافية ليبحث عن المفقود، ويفضح المستور، ويكشف عن وجه المدينة القبيح، وعينها العوراء، بعد أن يغسل الأصباغ والأهداب الصناعية، ويزيل الشعور المستعلاة المستوردة.

ومن كلّفك بذلك يا عبد المتجلي؟
ضميري