محمد أيمن > Recent Status Updates

رحم الله الشيخ فريد الأنصاري وكرم مثواه.

له أسلوب أدبي سلس وجميل، وفي نفس الوقت ترى أسلوبا فكريا رائعا في تأصيل الأمور ووضع الأطر الحاكمة قبل البدأ في مناقشة الموضوعات الأصلية.
يبدو أنها ستكون تجربة ممتعة مع ثاني قراءتي له، التى لأظنها الأخيرة أبدا.
فك الله أسره وفتح عليه من أبواب لطفه وعافيته.

عودة مرة أخرى، ويارب أخلصه المرادي.

والله كأنك تمشي على شوكٍ بكل فقرة تقرأها، ما تمر فقرة منه إلا وتراها مطابقة بالتمام لحال مصر من ثورة ٢٠١١، خطوة بخطوة.
كيف لأ والضمائر متطابقة، فالفاعل والمفعول هم أنفسهم لم يتغيروا ولم يتبدلوا، لم يتعلم المعفول شيئا ولما يأت الفعل بجديد.

جل ما لفت نظري فيما قرأته حتى الآن هو مقال جويدة بعنوان "ومع حسين شافعي"، عندما كان يحاوره وسأله "لماذا كان قرار مجلس قيادة الثورة بتأجيل قضية الديمقراطية ثلاث سنوات؟ رغم أن مصر بكل المقاييس كانت جديرة بتجربة الديمقراطية كاملة؟"
فاجاب بالرد الذي يعكس الفكر العسكري الذي لم يتغير منذ ٥٢ وحتى ثورة ٢٠١١ وحتى انقلاب ٢٠١٣ ولا أظنه يتغير أبدا، قال: "كانت لدينا قضايا أهم، كانت قضية تحرير الإرادة المصرية من أهم وأخطر قضايانا"

"ولهذا يجب ان تتعلم الأجيال الجديدة من أخطائنا، فلا تقبل المسلمات دون أن تناقشها، ولا تقبل الممنوعات دون أن تكشف سرها، ولا تترك مصيرها وأقدارها وحياتها في يد مستبد عادل، لأن الذي يبقى عادة هو الكلمة الأولى، أما الثانية فليس لها وجود الآن في دنيا السياسة.
من هنا تبقى قضية الحرية والديمقراطية هي الأمن والحماية والملاذ لنا جميعا ولا مستقبل لنا إلا بهذا الحق الإلهي العظيم الذي منحنا الذي منحه الخالق لعباده"

انتهت للتو من فصله الثاني -الأهم في نظري- الخاص بأصول التفكير، ورغم أنه -وقد أقر هو نفسه بأكثر من موضع- لم يأت بجديد إلا إنه قد آتى بالأولى وهو أنه قد بين ونظم الواضح والبديهي فنظم ومحص الأصول وبين الفروع.
أعجبت كثيراً بنظمه وتفنيده لأصول الفكر وإيضاحه لدرجة قطعية كل أصل منهم؛ ولذلك فأعتقد بأن ذلك الفصل على حداه تجب قراءته دون غيره لأهميته بغض الطرف عن موضوع الكتاب العام، وغايته التي سيتستطرد بها بفصوله لاحقاً.

أعتقد أن مشكلة أمثلة تلك الكتب التي يدلي كتابها بعصارة أفكارهم وخمرة تجاربهم دون أسهاب أو تعليلا أو تحليلا للأمور أنها لن تجذب ولن تفتن بها إلا من قد وصل لها آنفا؛ لذلك أعتقد أن مثل تلك الكتب لن تفيد إلا القلة القليلة التي هي بالفعل علي ذات الطريق، لذا فهي ليست للجميع، أو ربما لا.