Mahmoud Hamed’s Reviews > موت الأسرار: الكشف عن الذات في العصر الرقمي > Status Update

واستكمالًا لملاحظة تومسون تابع بعض الباحثين فحص هذه العلاقات الجديدة الناجمة عن النشر اليومي الكثيف، وتوصلوا -في بحث تجريبي على عينة مشاركة- إلى أن تلقي النشر المتناثر والمجزأ وربما العشوائي عن الحياة الشخصية يمكن أن يؤدي إلى تكون معرفة صلبة ومتماسكة عن الآخر، حتى مع عدم التلاقي المباشر في الحياة الحقيقية، وربما تتضمن هذه المعرفة العلم بالنزعات الشخصية والهوايات وسوى ذلك كثير.

وتعزو ويندي كامينر النجاح الهائل الذي حققته حركة التعافي إلى أنها لامست حقيقتين تسكن نفوس الناس منذ مرحلة المراهقة، وهما: الكل يحب الحديث عن نفسه، ومعظم الناس غاضبون من والديهم! وتعزو وجهات نظر أخرى شعبية حركة التعافي إلى التحول في الموقف من الإدمان والمدمن، فقبل عقود لا يقابل المدمن سوى الشفقة أو النبذ، أما الآن فمن يعترف بالإدمان أو بغيره يبدو وكأنه بطل، والناس يستمتعون بلعب دور الأبطال، وإنصات الآخرين لما يقولون.

وقد استقرت هذه الذاتية العلاجية إلى حد بعيد، حتى أن الكثير من الناس اليوم أمسوا يتخيلون أنفسهم موضوعات لسيرة ذاتية، ويستخدمون "أشكالًا بعينها من الذاكرة" بحيث تبدو حوادث هذه السيرة متسقة ومترابطة وبدون فجوات، ويستخدمون مفردات وتفسيرات معينة رجاء فهمها