Mostafa’s Reviews > التصوف البوذي والتحليل النفسي > Status Update

يقول كونفوشيوس: «حين يجد صغار الناس مزيدًا من الوقت في أيديهم فلا بد أن يخترعوا كل ضروب الأشياء الشريرة».

عندما يوفر بشر هذه الأيام الجهد ويكسبون مزيدًا من الوقت لملذاتهم أو غير ذلك من الاهتمامات، فإنهم يبدءون بإطلاق كل ضروب التذمر والشكوى التي تعبر عن عدم رضاهم عن الحياة، أو باختراع أسلحة يمكن بها قتل الآلاف من الكائنات البشرية بكبسة زر، واسمع ما يقولون: «هذه هي الطريقة التي تهيئ للسَّلام .

والطريقة التي أقود بها نفسي، أنا راهب الجبل — سواءً في الإثبات أو في النفي — منسجمة مع «الفهم» الحقيقي، وأنا أدخل كل المواقف بحريةٍ ورهافة ويسر، وأنكب على الأشياء كما لو أنني لست مهتمًّا ومنهمكًا بأي شيء، وكل التغيرات التي تحصل في ما يحيط بي لا تقوى على التأثير بي.

ولقد قرأت في مكانٍ ما:
«لقد حاولت وحدك، وحدك عبرت الصحراء، ووحدك قد تخيَّرك العالم.»

والمعرفة العلمية ﻟ الذات ليست معرفة واقعية ما دامت تموضع objectify  الذات، وينبغي قلب اتجاه الدراسة العلمية، والإمساك ﺑ الذات من الداخل وليس من الخارج، وهذا يعني أن على الذات معرفة ذاتها دون الخروج من ذاتها، وقد يتساءل البعض: «كيف يمكن هذا؟ فالمعرفة تشتمل دومًا على انقسام، العارف وموضوع المعرفة»، وأرد قائلًا: «لا يمكن معرفة الذات إلا بحصول التماهي بين الذات والموضوع؛ أي بوضع حد للدراسات العلمية،

وإذا ما تحدثنا من الناحية السببية، فإن الوعي قد تم إيقاظه من قبل اللاوعي في فترةٍ ما من مجرى التطور، فالطبيعة تشق طريقها غير واعية بذاتها، ثم يخرج منها الإنسان الواعي. والوعي هو قفزة، لكن القفزة لا تعني انفصالًا بالمعنى الفيزيقي للكلمة؛ ذلك أن الوعي هو في اتصالٍ دائم مع اللاوعي، دون انقطاع. 

بينما أنت حيٌّ

كن رجلًا ميتًا،

ميتًا تمامًا،

وافعل كما تشاء؛

عندئذٍ يصبح كل ما تفعله صالحًا خيِّرًا