منة عبد الفتاح ’s Reviews > ما وراء الحجاب: الجنس كهندسة اجتماعية > Status Update

وعلى الرغم من الصعوبات والضغوط والمواجهات المؤلمة التي يعيشها الرجال والنساء في المغرب راهناً، هناك جديد يتمثل في الزوجين (دون الأم) اللذين يحصلان بصعوبة على الشرعية. وأياً كانت الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها النساء المستجوبات منذ سنة 1971 ، وأياً كان مستواهن التعليمي ونشاطهن فإنهن يطالبن بالزواج القائم على الزوجين في إطار المساواة والعلاقة المتينة كمرتكز الأسرة سليمة، وكفرصة وحيدة لتربية أجيال أكثر سلاما.

كل شخص يخاف من التعبير عن عدائه بطريقة مباشرة ضد الأشياء المسؤولة عن قمعه سيميل إلى البحث عن أشكال التعويض . . وسيقوى ميله إلى التعبير عن هذا العداء ضد الأشياء التي لم تتسبب فيه مباشرة. وسيتضاعف في الوقت نفسه القلق الذي يستشعره إزاء فكرة التعبير عن عدائه ضد المصدر الحقيقي لقمعه .

إن السياسة الفرنسية المستوحاة من الجنرال ليوطي الذي كان يعتبر نفسه إنسانياً كبيراً وفيلسوفاً عظيماً نادت باحترام التقاليد المغربية ما دامت هذه الأخيرة لا تتعارض تعارضاً مباشراً مع المصالح الفرنسية.

إن الثمن النفسي الذي نؤديه لا يحتمل.
كوننا نتشبث بصور عن الرجولة( القوة الاقتصادية) وعن الأنوثة( استهلاك ثروات الزوج) لا علاقة لها بواقعنا، يسهم ذلك في جعل ديناميكية الرجل - المرأة أحد مراكز التوتر والصراع الأكثر إيلاماً نظراً لعدة أسباب.(١/٢)

لقد غدت المرأة تستعمل أكثر فأكثر الأمكنة التي كانت مخصصة للرجال، مما يساهم في احتداد طابع الصراع الذي تتسم به العلاقة بين الجنسين وبخاصة في المراكز المدينية تدخل في منافسة مع أسيادها القدامى أي الرجال، من أجل أماكن العمل المتوافرة. ويؤدي القلق الذي تتسبب فيه المرأة التي تطمح إلى عمل في القطاع الحديث، وتطالب بدور كان مقصوراً على الرجال إلى احتداد الضغوط وأشكال الصراع، نظراً لندرة الشغل ونسبة البطالة المرتفعة في صفوفهم

ومن النادر أن ينفتح شخص قضى فترة طويلة من عمره في تعلم تجنب الإغراء كشكل للتبادل يومياً، ويغدق" كنوزه العاطفية" على الإنسان الذي اختاره له القدر .

إن النساء اللائي ينتمين انتماء كاملاً إلى العالم المنزلي، واللائي يعتبر وجودهن خارجه شيئاً غير معتاد واقتحاماً لعالم غير عالمهن تابعات للرجال الذين تتوفر لهم جنسية ثانية بفعل انتمائهم إلى المجال العام، أي المجال الديني والسياسي ومجال السلطة وتسيير شؤون الأمة. أما النساء اللائي تتحدد هويتهن أساساً بانتمائهن إلى المنزل، فإنهن يجدن أنفسهن مجردات من السلطة التي تسير العالم الذي وضعن فيه نظراً لأن الرجال هم أصحاب السلطة

وفي حين يفترض في العلاقات القائمة بين أعضاء الأمة أن تكون قائمة على الوحدة والأخوة والحب والمساواة، فإن العلاقات في المجال المنزلي تنعت بكونها قائمة على عدم المساواة. إنها علاقة صراع مبنية على توتر بين طرف يأمر وطرف يخضع. وبالتالي فإن التقسيم بين الحياة العامة أي تدبير شؤون الأمة، والحياة الخاصة أي مجال الجنس والولادة بعد تقسيماً بين عالم ذكوري وعالم نسوي .

إن الحدود لا توضع مجاناً، والمجتمع لا يتلاعب بالتقسيم المجرد رغبته في تجزيء العالم الاجتماعي، ذلك أن الحدود الموضوعة تجسد غالباً توزيعاً غير عادل للسلطة يربط بين مجموعة وأخرى في إطار علاقة تراتبية محددة . ويشكل كل اختراق لهذه الحدود تهجماً ضد توزيع السلطة الذي تعبر عنه.

إن بنية العائلة التقليدية التي تجعل كل حميمية زوجية مستحيلة هي التي تسهل وتشجع الحماة على التدخل في حميمية ابنها المادية. وحين نعي هذه المسألة نكون قد تجنبنا السقوط في شرك الأحكام المسبقة المعادية للنساء اللائي تقدم بهن السن، واللائي تتابعهن اللعنة ويوصفن بمكرهن وحيلهن. إن البنية هي التي تحدد دور كل فرد حين توجد منافذ كفيلة بضمان إرضاء رغبات الفرد وآماله . إن البنية هي التي تتسم بالقساوة وليست الحماة .