Bishoy Zaki’s Reviews > لماذا تفشل الأمم: أصول السلطة والإزدهار والفقر > Status Update

المعونات الخارجية لا تمثّل وسيلة فعالة للتعامل مع فشل الأمم حول العالم اليوم، وأنه على خلاف ذلك تمامًا تحتاج الأمم إلى بناء مؤسسات سياسية واقتصادية استيعابية وديمقراطية حتى تخرج من دورة الفقر.

كان الكثير من الساسة حول العالم ينفقون أكثر مما يجمعون من الضرائب، ثم كانوا بعد ذلك يجبرون البنوك المركزية ببلادهم على تعويض هذا الفارق من خلال طبع النقود. وكان التضخم الناتج عن ذلك يخلق حالة من عدم الاستقرار وانعدام المصداقية

إن النظام الاستنزافي للرئيس مبارك سقط خلال ثورة فبراير 2011، غير أن سقوطه لم يضمن توجه مصر نحو مؤسسات أكثر ديمقراطية. بل ربما تعيد المؤسسات الاستنزافية خلق نفسها من جديد، رغم الحراك المتأرجح والمفعم بالأمل نحو الديمقراطية.

كسرت بتسوانا القالب ببناء مؤسسات اقتصادية وسياسية استيعابية بعد الاستقلال. ومنذ ذلك الحين أصبحت ديمقراطية تُجرى فيها انتخابات منتظمة ولم تعرف حروبًا أهلية. أنشأت الحكومة مؤسسات لحماية الملكية واستقرار الاقتصاد وتشجيع السوق.

تفشل الأمم اقتصاديًا بسبب المؤسسات الاستنزافية التي تُبقي البلدان فقيرة وتمنعها من النمو. هذا ما يحدث في إفريقيا كزيمبابوي وسيراليون، وأمريكا الجنوبية ككولومبيا والأرجنتين، وآسيا ككوريا الشمالية وأوزبكستان، والشرق الأوسط كمصر

أسهمت المؤسسات الاستخراجية أيضًا بشكل مباشر في الفشل التدريجي للدولة، ومن خلال إهمال الاستثمار في الخدمات العامة الأساسية. وهو ما حدث بالضبط في سيراليون.

تصبح الدول فاشلة ليس بسبب الجغرافيا أو الثقافة الخاصة بها، ولكن بسبب إرث المؤسسات الاستعمارية التي تركز السلطة والثروة في أيدي أولئك المستعمِرين على الدولة، مما يفتح الطريق أمام الاضطرابات والصراع والحرب الأهلية

نصَّبَ “ستيفنز” نفسه رئيساً للبلاد عام 1971 وبعد عام 1978 كانت سيراليون بها حزب سياسي واحد وهو حزب مؤتمر عموم الشعب السيراليوني (APC) الخاص بـ “ستيفنز”. وبالتالي نجح “ستيفنز” بتعزيز قوته حتى ولو كانت التكلفة إفقار كثير مناطق نائية

تكرّس التعددية مفهوم سيادة القانون ومبدأ وجود قانون على الجميع سواسية، وهو الأمر المستحيل في ظل النظام الملكي الاستبدادي المطلق.

تأخرت العبودية في سيراليون لمدة 130 سنة. تكررت نفس القصة في ليبيريا التي تقع إلى الجنوب مباشرة من سيراليون، حيث تم تأسيسها في الأربعينيات من القرن التاسع عشر للعبيد الأمريكيين المحررين، ولكن بقيت العبودية هناك أيضاً حتى القرن 20