Eman Mostafa’s Reviews > تسوكورو تازاكي عديم اللون وسنوات حجه > Status Update

أتدري ، كنا نحن الخمسة مزيجا مثاليا، كالأصابع الخمس، وما زلت أرى ذلك .. كان كل منا يكمل نقص الآخر، فنتشارك جميعا في أفضل خصالنا. لا أظن أن هذا سيحدث في حياتنا مرةً أخرى. هو شيء لا يحدث في العمر إلا مرة واحدة. لدي أسرة، وأنا أحبها بالطبع، لكني لا أجد في نفسي تجاهها ذلك الشعور العفوي النقي الذي شعرت به معكم ..

لعل قدري أن أبقى وحيدا. كان الناس يأتون إليه، لكنهم دائمًا يرحلون. يأتون باحثين عن شيء ما، فإما أنهم لا يجدوه، أو لا يروقهم ما يجدونه أو ربما يصابون بخيبة أمل أو غضب، فيرحلون. هكذا يختفون من دون إنذار من دون تفسير، من دون كلمة وداع، مثل فأس صامتة تهوي على الروابط بينه وبينهم، تلك الروابط التي ما يزال الدم يتدفق فيها، مع نبض هادئ .. 💔💔

-أتفهم شعورك، ولكن رغم ما آلت إليه الأمور والألم الذي تعرضت له، أعتقد أن وجودهم في حياتك كان أمرًا حسنا. قليلا ما يتقارب الناس على ذلك النحو، فما بالك بخمسة أشخاص يحدث بينهم ذلك الترابط، تلك معجزة
-وأنا أيضًا أرى أن وجودهم في حياتي كان أمرًا حسنًا. لكن هذا تحديدا هو الذي زاد من وقع الصدمة حين اختفى ذلك الترابط أو لنقل حين انتزع مني.. الفقد والعزلة .. أوصاف بعيدة كل البعد عما شعرت به من ألم 💔💔💔

كان الصبي المدعو تسوكورو تازاكي قد مات على أي حال

لفظ أنفاسه الأخيرة في ظلمة وحشية، ودفن في مكان ما من الغابة. دفن سرا في هدوء، قبيل الفجر والناس نيام. ولم وثّق له شاهد على القبر. أما الواقف هنا الآن فكان تسوكورو تازاكي جديدا، يبدو تبدل جوهره تمامًا. غير أنه الوحيد الذي يعرف ذلك، ولم يكن ينوي أن يخبر أحدا ..

* بعيد قرايتها على مهل ، ربما تسرعت في المرة الأولى وعايزة اشبع من التفاصيل ♥️*

قال في نفسه هو جالس على الدكة في محطة شنجوكو: وكأن حياتي توقفت في سن العشرين. فالأيام التي جاءت بعد ذلك لم يكن لها وزن أو جوهر حقيقي. مرت السنوات، في صمت، كنسمة هادئة. لم تترك ندوبًا، أو أسى، ولم تثر فيه أي عاطفة قوية. لم تورثه سعادة أو ذكريات تستحق الذكر..

-كان أمرا مريعا، لو أني بقيت في ناغويا لربما تلاشى عقلي أنا أيضا. لا أدري، ربما كنت أختلق الأعذار لنفسي ؟
-أنت تشرحين كيف كانت مشاعرك، وهذا يختلف عن اختلاق الأعذار.

أغمض عينيه، وكأنه يطفو فوق الماء، يجرفه التيار في عالم الألم. مع ذلك، فقد خطر له أن الإحساس بالألم علامة جيدة ؛ فالمصيبة إنما تحدث حين لا تشعر بأي ألم ..