Alaa Harb’s Reviews > مت فارغا > Status Update

إنَّ تكلُفةَ التراخي كبيرةٌ للغاية ، فلا يوارينّك الثّرى و أفضل أعمالِكَ قابعةٌ في داخلِك .

اختر أن تموتَ فارغاً .

حُبّ الراحة هو عدّو العظمَة .
فلا يوجدُ شيءٌ خطأ في تجربة الراحة كمُحصلةٍ ثانوية لِعَملِك،لكن لا يُمكِنُكَ أن تجعَلها الهدف الرئيسي. فالعظَمة تبزُغ إذا ما اخترتَ على الدوام أن تُقدِمَ على الأمر الصحيح ، حتى و إن كانَ غيرَ مُريح.

لديَّ أمل في أن تتشبثَ بأهمية اللحظة الحالية ، و ترفض السماح لحياة الخمول و الراحة و الخوف و الألفة و الكبرياء بأن تمنعكَ من اتخاذ إجراءات تجاه طموحاتِك .

عليكَ أن تكُونَ مُدرِكاً كيفَ تُؤثرُ أفعال اليوم على نتائِجِ الغد،و كيفَ يؤثّرُعملُكَ على حياةِ الآخرين.عليكَ أن تعي بأنَّ خيارات اليوم تُولِّدُ نَدمَ الغد

فبعضُ الناسِ مَثلاً،سواءً كانوا زُملاءَ عمل أو مُديرين أو حتى أصدقاء،قد لا يُريدونَ مِنكَ الإنخراط بالكامِل سعياً وراء عملٍ عظيم لأنَّ ذلِكَ يَضعُ على عاتِقهم عبئاً لِفعلِ نفسِ الشيء.فإذا ما بدأتَ بالارتقاء فوقَ هذه الزُمرة،سرعانَ ما سيُحاولونَ إعادتِكَ إلى الأرض

هُم على دراية بأنّهُم أهملوا على الدوام ذلِكَ الوخز الخفيف الذي يُمليهِ عليهم الحدس و الإلهام و البصيرة . إنّهُم يتذكرون كيفَ جَبُنوا عن المُخاطرة لِصالح نعيمهم بالراحة . و أمضوا أيامهم نادمين على قراراتِهم الماضية بدلاً مِن اتخاذِ خطواتٍ شرسة يوجّهون بها حياتِهم إلى ناحيةٍ أكثرَ أملاً .

جميعُكم مُخطئِون . إنَّ أعلى الأراضي قيمةً في العالم هي المقابر . ففي المقابر دُفِنت كُلُّ الروايات التي لم تُكتَب و الأعمال التي لم يُقَدّر لها أبداً أن تُؤسس و العلاقات التي لم تنتهِ بالمصالحة و كافّة الأمور الأخرى التي فكّر الناس في أنّهم لَرُبما يَجِدونَ طريقهُم إليها غداً و مع ذلِكَ يأتي يومٌ ما و قد استنزقوا كُلَّ غدِهم .

و مِن المُهمّ جداً أن نختار الكيفية التي سنقضي بها أيامنا . إننا نعي أيضاً أنَّ هُناك أشياء نودُّ أن نفعلها و تجاربَ نرغبُ في خوضها قبل الوفاة ، و كثيرٌ منها رغباتٌ كبحناها أشهراً أو حتى سنوات . إننا نشعرُ بدقاتِ الساعة ، و الشعور الذي لا يفارقُنا بأننا قد نفوتُ فرصتنا للإسهامِ في هذا العالم . مع ذلِك ، عادةً ما نتجاهل هذه الدوافع نتيجة للوتيرة العملية السريعة للحياة و العمل .

مُتّ فارِغاً

واأسفاه على مَن لا يُغنّون أبداً ، و إنّما يموتون و قد جثمتْ في داخلِهم كُلُّ موسيقاهُم .

أوليفر وندل هولمز، قصيدة الصامت