Alaa Harb’s Reviews > 1Q84 الكتاب الثاني > Status Update

لم يَعُد ذلِك الطفل النابغة في الرياضيات الذي يُعلّقُ عليهِ الناس آمالاً كبيرة ، و لا هو ذلك العضو الواعد في فريق الجودو . بل أضحى مُجرّد مُعلّمٍ في مدرسةٍ تأهيلية .

كانَ يوجدُ أشخاصٌ آخرون يُعلّقونَ عليهِ آمالاً و مطالب ، و كانت استجابتُهُ لهم هي الشيء الذي يُبقيهِ مشغولاً . و لكن عندما تلاشت هذه الآمالُ و المطالب ، لم يَجِد شيئاً يستحقُ الحديثَ عنه . كانت حياتُه بِلا هدف . و لم يكُن لديهِ أصدقاءٌ مُقرّبون . كان ينساقُ مع التيار و لا يستطيع أن يُرّكزطاقتَهُ على أيّ شيء .

لا أملُ أن يكونَ في ذلِكَ إنقاذٌ لي . فأنا لا أخشى الموت . و إذا اقتضى الأمرُ ذلِك أموتُ دونَ تردد . يُمكنني أن أموتَ و أنا مُبتسمة .
أريدُ أن أبذِلَ قصارى جهدي ، فإذا لم أُفلح ، يُمكنني أن أتوقف . و لكنني سوفَ أفعلُ كُلَّ ما بوسعي حتى آخِرَ نفس . هذه هي طريقتي في الحياة .

يبدو أنَّ أفكارها تختلِفُ كثيراً في شكلِها و لونِها عن أفكارِ الآخرين . فهي لا تستطيع أن تفهم ما يعيبونَهُ عليها بِشّدة .

و لكن ما العيبُ في ذِلك ؟ ما دُمتُ على قيدِ الحياة ، يُمكنني التفكير في ما أريدُه ، وقتما أريده ، و بأيَّ طريقةٍ أريده .. و بقدِر ما أريده .
و لا أحد يستطيع أن يطلُبَ مني غيرُ ذلِك .

كانت الشيوعيّة في الأصل أيديولوجية مُميزة و تقومُ على مُثلٍ عُليا ، و لكِنها حُرِّفَت مِن قِبل " السياسيين الساعين لخِدمة مصالحهم الذاتيّة " .

من الصعب العثور على شخصٍ يعيشُ حياةً طبيعية ، و لكنَّ المهمّة تزدادُ صعوبةً دونَ شك عندما يختبئ هذا الشخص عمداً . هل يجبُ أن أجوبَ الشوارع و أنادي باسمِها عبرَ مُكبّر الصوت ؟ بالتأكيد ، سوفَ يجعلُها ذلِكَ تُلّبي النداء و تأتيني على الحال . لكنّهُ سوفَ ينبّه الآخرين لوجودِها و يُعرّضها لمخاطِر إضافية .

فَهِمَ كِلانا الآخر و تقبّلَ كِلانا الآخر بطريقةٍ طبيعيةٍ للغاية و في كُلّ تفصيلةٍ مضت تقريباً - بطريقةٍ تُشبهُ المعُجزة . هذه الأشياء لا تحدُثُ كثيراً في هذه الحياة . و لدى بعض الناس ، رُبما لا تحدثُ أبداً .

إنَّ محاولة فرض النظام على شيءٍ لم يُوجَد فيهِ أيُّ نظام قطّ هي مضيعةٌ للجُهد . فعدد الأماكن التي يُمكِنهُ الوصولُ إليها محدود .

كانت أومامه تشعرُ بالامتنان لتامارو لأنّهُ أوصلَ تِلكَ الرسالة . لا بُدَّ أنّهُ أدركَ شِدّة الألم الذي تُكابِدُهُ أومامه في هذا الوقت .

إنَّ وضعكِ بالغُ السوء . لو بقيتِ في عام 1984 ، لما كانَ لكِ أن تواجهي هذا الإختيار .
و لكن في الوقتِ نفسه ، لو بقيتِ في عام 1984 ، لما علمتِ غالباً أبداً أن تنغو ظلَّ طوال هذه الفترة يتوقُ إلى لقائِكِ . و لأنّكِ نُقلتِ تحديداً إلى
1Q84
فقد استطعتِ أن تعرفي هذه الحقيقة -حقيقة أن قلبيكما ، بمعنى من المعاني ، متضافران .