فاطمة زيد’s Reviews > ابن حنبل: حياته وعصره - آراؤه وفقهه > Status Update

"وقد غمني في هذا الزمان أن العلماء لتقصيرهم في العلم صاروا كالعامة، وإذا مر بهم حديث موضوع، قالوا: قد روي، والبكاء ينبغي أن يكون على خساسة الهمم، ولا حول ولا قوة إلا بالله". ابن الجوزي

ابن قتيبة:"فلما فزع الناس إلى علمائهم لم يقولوا هذه بدعة لم يتكلم الناس فيها ولم يتكلفوها،ولكنهم أزالوا الشك باليقين،وجلوا الحيرة وكشفوا الغمة،وأجمعوا رأيهم على أنه غير مخلوق،فأفتوهم بذلك وأدلوا بالحجج والبراهين وناظروا وقاسوا..."

يقول أبو حنيفة في مسألة القدر:"هذه مسألة استصعبت على الناس،فأنى يطيقونها،هذه مسألة مقفلة،قد ضل مفتاحها،فإن وجد مفتاحها علم ما فيها،ولم يفتح الله إلا بمخبر من الله يأتي بما عنده،ويأتيه ببينة وبرهان". ويقول:"أما عملتهم أن المناظر في القدر كالناظر في شعاع الشمس،كلما ازداد نظرا ازداد حيرة".

لقد كان وجود المعتزلة أمرا لا بد منه في العصر العباسي،لأنه وجد في هذا العصر زنادقة يعلنون آراء مفسدة للجماعة الإسلامية...ومنهم من كانوا يريدون نقض الحكم الإسلامي وإحياء الحكم الفارسي...ولذلك جرد الخلفاء السيف للقضاء على الزنادقة وشجعوا العلماء الذين يردون أقوالهم الهدامة،وقد تصدوا لأولئك المعتزلة ونازلوهم بالحجج الدامغة فقربهم الخلفاء منهم وأدنوا مجالسهم...

عبد الله بن المبارك: " وقد قيل له :إذا صليت لم لا تجلس معنا؟ قال: أذهب مع الصحابة والتابعين، فقيل له: ومن أين الصحابة والتابعون؟، قال: أذهب فأنظر في علمي، فأدرك آثارهم وأعمالهم، فما أصنع معكم!! أنتم تغتابون الناس".

قال سفيان الثوري:"...وعليك بالخمول، فإن هذا زمن الخمول، وعليك بالعزلة، وقلة مخالطة الناس، فقد كان الناس إذا التقوا ينتفع بعضهم ببعض، فأما اليوم فقد ذهب ذاك، والنجاة في تركهم فيما نرى..."

ولقد سئل رحمه الله عن الفتوة فقال:" إنها ترك ما تهوى لما تخشى".

وعندي أن السر في ذلك أن هذا الرجل العظيم قد اعتز بالله وحده وتوكل عليه تعالى وحده ولم يحس بعظمة أحد سواه ولامتلاء نفسه بهذا الوجدان العظيم استهان بكل شيء استهان بالشدائد واستهان بمنزلها واستهان بمفاخر الحياة وزينتها ورضي من متاعها بالقليل ولم يقنع من العمل لله بغير الكثير الوفير...