هَنَـــاءْ’s Reviews > معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين > Status Update

صحيح أن العامل الديني قد ضعف عما كان عليه في زمن الصليبيين الأوائل لكن الجذور الصليبية لا تزال تشد أوربا وترسم علاقاتها مع العالم الإسلامي وجاءت المطامع الاستعمارية لتزيد بعدا آخر لأبعاد الصراع وتعطيه عمقا جديدا ولا تلغي العامل الديني السابق بحال.

يقول الله تعالى : {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} فوصفهم بأنهم لا يبرمون عهدا إلا نقضوه ولم يستقيموا لعهد طيلة تاريخهم، وقد اكتشف هتلر هذه الحقيقة القرآنية من معاملته لليهود في الواقع فقال : «إذا فاوضك اليهود انقسموا فريقين فريق يعقد الاتفاق وفريق ينقضه».

وهكذا تبطل المقولة الفاسدة من أننا ضد الصهيونية ولسنا ضد اليهودية فلا فرق في الحقيقة بين الاثنين فكل يهودي يمكن أن يكون صهيونيا ببساطة إذا أهتم بأمر اليهود الآخرين ووقف مع الشعب اليهودي واهتم بمعاناته كما أن المسلم المتحلل من الممكن أن يتوب في أي لحظة ويرجع إلى الإسلام .

ويخطىء من يظن أن الصهيونية حركة قومية لأنه لا يفهم مفهوم القومية عند اليهود وارتباطها بالدين اليهودي والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ منه حتى أن بعض الكتاب الغربيين الذين لا يتخيلون ارتباط الدين بالدولة في الديانة اليهودية، وينطلقون في تفكيرهم هذا من الوضع السائد عندهم في المسيحية حيث الدين معزول عن السياسة.

وانتخب هرتزل رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية التي كلفت بالسهر على تنفيذ مخططات المؤتمر! وفي نهاية المؤتمر قال هرتزل للذي سأله مستنكرا متى ستقوم الدولة اليهودية «وكأنه يراها حلما» أجاب هرتزل : لقد قامت الدولة اليهودية ، طالما اتفق اليهود وشرعوا في العمل فانهم سيصلون إلى أهدافهم.

لما فسق اليهود وانحرفوا عن منهج الله عز وجل سلط الله عليهم من هم دونهم من المشركين فسلط الله عليهم نبوخذ نصر البابلي الذي دمر الهيكل وقتل الكثير من اليهود وسبى نساءهم إلى بابل وتشتت اليهود في كل بقاع الأرض، ثم عادوا وأسسوا دولة في فلسطين التي كان هلاكها على يد الامبراطور الروماني تيتوس إذ دمر الهيكل مرة ثانية وشرد اليهود في شتى بقاع العالم.

وعلى مستوى النفسية العربية صار التحول في النظرة إلى اليهودي من إنسان جبان نذل، نستطيع أن ندوس على رقبته في كل وقت، كما كان الحال في السابق إلى إنسان ذي خطر، نرفضه ونكرمه ونقاومه، إلى إنسان أسطوري لا نستطيع مواجهته، إلى إنسان لابد لنا من صداقته حتى نحافظ على أرواحنا .

كانت هزيمة 1967م فبدأوا بعدها يتعاملون مع الأمر الواقع وينظرون إلى إسرائيل كدولة لا يستطيعون مقاومتها وبدأت المطالبة بإزالة آثار العدوان, وذهبت أدراج الرياح مقولات تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ،