Mounir’s Reviews > الشحاذ > Status Update

وتردد الشعر في وعيه بوضوح عجيب
"إن تكن تريدني حقا فلم هجرتني!؟"

قال وهو يهز رأسه أسفا: لعل سر شقائي أنني أبحث عن معادلة بلا تأهيل علمي
مصطفى وهو يضحك: ولأنه لا يوجد وحي في عصرنا فلم يبق لأمثالك إلا ألتسول
-التسول! في الليلش والنهار.. في القراءة المجدبة والشعر العقيم، في الصلوات الليلية، في تحريك القلب الأصم بأشواك المغامرات الجهنمية.

ولأنك بعيد فإني لا أجد من أحادثه كما أحب، ولذلك كثيرا ما أحدث نفسي. كلام زينب أعقل مما يجب، لماذا يثيرني الكلام العاقل في هذه الأيام ؟ الشخص الوحيد الذي أعجبني حديثه رجل مجنون، يرفع يده بالتحية على طريقة الزعماء طوال الطريق

لما استحوذ العلماء على الإعجاب بمعادلاتهم غير المفهومة, نزع الفنانون المنهارون إلى سرقة الإعجاب باستحداث آثار شاذة مبهمة غريبة

-عندما نعي مسئوليتنا حيال الملايين فإننا لا نجد معنى للبحث عن ذواتنا
فتساءل عمر ضجرا: ترى هل تموت الأسئلة إذا قامت دولة الملايين ؟
- ولكنها لم تقم بعد !..والعلماء يبحثون عن سر الحياة والموت بالعلم لا بالمرض
- وإذا لم أكن من العلماء ؟
- فلا أقل من ألا تثير في وجوه العاملين غبار النواح والولولة

-إذا كنت قد تغيرت فلا يعني هذا أن الحقيقة يجب أن تتغير
- لم نتغير ولكننا تطورنا
- إلى الوراء
- الوطن تطور إلى الأمام بلا شك
- ربما, ولكنكما تطورتما إلى الوراء

تناول حمامة محشوة وقال لنفسه أنها لو أحسنت الطير لما أُكلت

لو لم تكن عاجزا عن التعبير كأبيك لسألتك عن مشاعرك وعن ذكرياتك عن العالم الذي جئت منه لتوك

إختفت الأرض والفراغ ووقف هو مفقودا تماما في السواد. رفع رأسه قبل أن تألف عيناه الظلام فرأى في القبة الهائلة آلاف النجوم.. وهب الهواء جافا لطيفا منعشا موحدا أجزاء الكون. وبعدد رمال الصحراء التي أخفاها الظلام انكتمت أجيال وأجيال من الآلام والأمال والأسئلة الضائعة. وقال شىء إنه لا ألم بلا سبب وأن اللحظة الفاتنة الخاطفة يمكن أن تمتد في مكان ما إلى الأبد. وقد يتغير كل شىء إذا نطق الصمت وها أنا أضرع إلى الصمت أن ينطق.