علا مشعل’s Reviews > البط الذي تمنى أن يظل أسود > Status Update

وعن علي بن زفر قال:"استراحت الطير في السماء، والحيتان في البحار،والوحش في القفار،وأنا مرتهن بعملي"

أراكِ يا صغيرة تصبحين غير صغيرة. أراكِ تتعرفين على ثمرات الحياة المحرمة، على لذة الإثم، على حسرة الخطيئة، على خبث الطوية التي فاجأتكِ بعد أن ظننتِ أنكِ من القديسات، أراكِ فهمتِ أنه لا وجود للقديسات. أراكِ تتغيرين.

كمثل التفاحة التي تتبخر منها عصارتها ببطء، لم تكن تفطن إلى أن حرارة شمس الأيام وهي تتوالى سوف تجيد تغييرك من الداخل بينما سوف تبدو قشرتها حمراء وكأنها طازجة تمامًا.

أحاول أن أشكرك بعملي فيكون كسلي أسبق، أحاول أن أشكرك بصدقتي فتكون نفسي أطمع، أحاول أن أشكرك بطاعتس فتسيء آثامي إلى سمعتي، وأحاول أن أشكرك بلسانس فيعجز بياني عن حاجتي، وحين أقول سوف أشكر ربي بقلبي وهو يعلم، أجد أن شكري لك بقلبي يحتاج إلى شكر!

كل هذا الذي ظهر لنا من أنفسنا، كل هذا السوء، كل هذا النقاء الزائف والإخلاص الواهم والطهارة المزعومة، كل هذه المباديء الصلبة التي تبين أنها عجين من الادعاء وخليط من الاصطناع والكذب، كل هذه الرسوبات بعد بضعة اختبارات لم تكن صعبة إلى هذا الحد، كل هذا الذي تفاجأنا به بعد أن كبرنا قليلًا في العمر وراقبنا أنفسنا ونحن نغرق ونتشنج ونموت في ذات البحيرة التي لطالما أجدنا السباحة على شاطئها الرملي.

رباه أشعر بالقلق. ماذا أنتظر؟ الحياة لن تتوقف عن لكمي في وجهي في كل يوم بلا كلل، وأنا بعد لم أُصَب بالمصائب الكبرى التي أنتظرها في وجل! لم أفتقر أو أمرض أو أفقد أحد والديّ أو أُفجع في عزيز عندي أو أغترب. كل ما أُصبتُ به مجرد خدوش! ولم أعد أحتمل الخدوش!